فخ الدخل المتوسط
تطور النمو الاقتصادي بشكل مذهل في الصين والهند، ولم يعد يتعين على العديد من الدول مواجهة تحدي فخ الدخل المتوسط، وقد حاولت البلدان ذات أعلى مستويات الدخل بذل المزيد من الجهود لتعزيز نمو إجمالي الناتج المحلي السنوي. كما أن هناك تحديات أخرى مثل تغير المناخ، وشيخوخة السكان وزيادة عدم المساواة في جميع أنحاء المنطقة. وفقا لبنك التنمية الآسيوي، يوجد حاليا أقل من نصف النساء في آسيا في سوق العمل مقارنة بنسبة 80 % من الرجال، علاوة على ذلك، فإن النساء يتقاضين أجورا تقل بنحو 25 % عن نظرائهن من الذكور. ووجدت منظمة العمل الدولية أن معدل وجود النساء في المناصب القيادية في الاقتصاد، والوظائف الإدارية العليا يبلغ 1 إلى 3.
تكلفة عدم المساواة بين الجنسين
إن عدم المساواة بين الجنسين في أماكن العمل يعوق آسيا، حيث تقول تقديرات شركة «ماكينزي» إنه يتوقع- في حال عدم حل هذه المشكلة- أن يخسر الاقتصاد العالمي نحو 4.5 تريليونات دولار من الناتج المحلي الإجمالي السنوي بحلول عام 2025، وهذا ناتج يعادل اقتصادا بحجم الاقتصاد الياباني. بالنسبة لآسيا، فإنه حان الوقت للاستثمار في النساء والفتيات، وكسر الحواجز التي تقف في طريق نجاحهن الاقتصادي ونجاح المنطقة. ولكن هناك الكثير من الأشياء التي يتعين القيام بها، حيث ينبغي على الحكومات والشركات والمجتمع المدني التغلب على 3 عقبات رئيسية.
التغيير الاجتماعي
يتمثل التحدي الأول في تغيير كل شيء في المجتمعات الآسيوية التي تمنع النساء والفتيات من الوصول إلى كامل إمكاناتهن كقوة عاملة، وهذا يتطلب رفع مستوى معايير توظيف النساء في مناصب قيادية، وكذلك توفير الرعاية مدفوعة الأجر. وهذا يمكن أن يحد من خياراتهن للتقدم الوظيفي أو رؤيتهن عالقات في قطاعات منخفضة الأجر وعرضة للاستبدال بأتمتة الآلات.
ثقافة الخوف
يجب أيضا إنهاء ثقافة الخوف على الفتيات في الكثير من المدن الآسيوية، وهذا يتعلق ببناء المزيد من البنية التحتية الآمنة، في عصر التحضر المتزايد، فمع حصول الفتيات والشابات في المدن على فرص للعمل والتعليم أكثر من أي وقت مضى، فمن غير المقبول ألا يتمكنوا من مغادرة منازلهم دون خوف من المضايقة أو سوء المعاملة أو الاستغلال. وتتمثل قطاعات النمو المحتملة ذات القيمة العالية في آسيا في مجالات التكنولوجيا والإلكترونيات.
التدريب المناسب
يمثل التدريب الجيد الشيء الأخير الذي يتعين على الحكومات والشركات القيام به لضمان حصول الفتيات على مدربين أكفاء وموجهين مناسبين حتى يتمكن بالفعل من قيادة الاقتصاد، كما يجب على الحكومات أن تستثمر أكثر في ضمان دمج المهارات الرقمية ودورات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع مراحل التعليم وأن تكون في متناول البنات والأولاد على حد سواء. يجب أن تركز الموارد التعليمية على التعليم الإلكتروني، بحيث يستخدم الشباب التقنيات بشكل فعال أثناء تعلمهم وتحسين مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع المجالات.
نماذج المهارات
ينبغي على القطاع الخاص أن يقدم التدريب المهني والتدريب على المهارات المهنية لتنمية الموهوبات من النساء، بما في ذلك أولئك الذين قد لا يحصلون على خلفية تعليمية أكثر تقليدية. سيسمح ذلك للفتيات بالتعرض بشكل أكبر للفرص المتاحة في الصناعات الرقمية والصناعية وتيسير انتقالهن إلى العمل. ويجب تدريب المزيد من المعلمات وتوظيفهن في مراكز التعليم الرقمي لتهيئة بيئة تعليمية أكثر إنصافا وأمانا للفتيات، كما يجب على الحكومات وشركات الإنترنت أيضا أن تلتزم بحماية وتعزيز حقوق المرأة وخصوصيتها على الإنترنت، ومكافحة مضايقة النساء والفتيات عبر الإنترنت. وقال التقرير: «لا نريد فقط على الحصول على وظائف جيدة للنساء، ولكن نريد أن يحصلن على فرص عمل جديدة، وابتكار أفكار جديدة، وبناء شركات ناشئة جديدة في مجال الأعمال التجارية الكبرى، ليصبحن قادة المستقبل للاقتصاد الآسيوي».
عقبات تقف أمام الاستعانة بالنساء في تنمية الاقتصاد
* منع النساء والفتيات من الوصول إلى كامل إمكاناتهن كقوة عاملة.
* عدم المساواة في المناصب القيادية والأجور.
* غياب البنية التحتية الآمنة لعمل المرأة في كثير من المدن الآسيوية.
* غياب التدريب الجيد، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص بشكل كبير.