لم يمنع نشر صحيفة الجارديان وقبلها نيويورك تايمز العديد من الرسائل الإلكترونية للرئيس السورين، قناةَ "العربية" من بث حلقات عن تلك الرسائل. فالمشاهد العربي مختلف عن القارئ البريطاني أو الأميركي، وتحقيق سبقٍ على المستوى الفضائي العربي خير من الفرجة على صحف بريطانيا وأميركا وهي تتداول شأنا يوميا للمشاهد العربي.
ربما تلك هي أسباب اتخاذ "العربية" قرار إعداد حلقات "الرسائل الرئاسية المسربة"، بالإضافة إلى كون المشاهد يبحث عن المثير خاصة فيما يرتبط بشخصيات تجذبه أمورها غير المعلنة. وهكذا تحولت الصفحات الورقية في "الجارديان" إلى حلقات فضائية جاذبة، وأصبحت "العربية" صانعة خبر أمام متابعيها بدل أن تكون ناقلة خبر.
اللافت في الرسائل المسربة – إن صحّت - أنها كشفت أن الرئيس السوري صاحب اسم "سام" في البريد الإلكتروني الرئاسي المفترض يحيط نفسه بمجموعة من الشابات اللواتي صرن صاحبات قرار على مستوى الدولة، يقترحن عليه فينفذ، بما في ذلك عزل مسؤولين وتعيين غيرهم. ويبدو أن الحواجز قد رفعت بين الرئيس وبينهن إذ تتمنى إحداهن له أن يكسب مباراة تنس، وتتغزل فيه أخرى واصفة إياه بـ"البطة"، ذلك الوصف الذي ما زال الشعب السوري يتندر عليه.
الرسائل التي لم أسمع أنه صدر نفي لها، كشفت عن أن الرئيس وزوجته يعيشان في عالم بعيد عما يجري في الشارع السوري، فـ"الحرس" النسائي يتكفل بالمهمة. وكشفت عن عدم استغلاله للتطور التقني بالوصول للشعب وملامسة همومه.
بالمقابل، ثمة أمثلة للعلاقة الحقيقية بين المسؤول والمواطن عبر مواقع التواصل الاجتماعي كما نرى في حسابي وزير الثقافة والإعلام السعودي د. عبدالعزيز خوجة على "تويتر" و"الفيس بوك"، ووزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد بحضوره المتميز بين الشباب على "تويتر"، ووزير الخارجية البحريني خالد آل خليفة الذي تفاعل وتحاور مؤخرا مع إعلامي سعودي أبدى انزعاجه عبر "تويتر" على معاملة جوازات البحرين، ووجه لـ"داخلية" البحرين لحل المشكلة وتفادي مثل تلك الأخطاء لاحقا.
هؤلاء الوزراء يقدمون صورة إيجابية لحضور المسؤول بين الناس عبر الإعلام الجديد والتقنيات الحديثة، بدل أن يحيط نفسه بالفتيات ويعزل نفسه عن الشعب، لتصبح رسائله إليهن سبقا إعلاميا.