وقف الشبل عبدالرحمن المزروع "13 عاما" على شاطئ نصف القمر ممسكاً بصافرته التي تطلق نغمتها "التحذيرية" للمتنزهين كلما أحس باقترابهم من خطر معين أو اقتراب ذلك الخطر منهم.

أراد عبدالرحمن من خلال تطوعه للعمل مع حرس الحدود بالمنطقة الشرقية بدافع من الحس الوطني، أن يساهم -إلى جانب أخيه "عمر" و12 شبلا آخرين- في مساعدة وتحذير وتوعية رواد شاطئ الهاف مون الذي التهم أول من أمس ضحية جديدة ، ليصبح عدد المتوفين نتيجة حوادث الغرق بالشرقية خلال العام الجاري 4 أشخاص، اثنان منهم في شاطئ العزيزية، واثنان في "الهاف مون".

ويقضي عبدالرحمن -أصغر شبل متطوع مع حرس الحدود- فترة ما بين 5 إلى 6 ساعات يومياً في شاطئ نصف القمر، مع أقرانه من الأشبال مراقبين حركة المتنزهين ليحذرهم من اقترابهم من المواقع الخطرة التي تمنع فيها السباحة.

وإلى جانب أولئك الأشبال المتطوعين، يشارك قرابة الـ80 شاباً متطوعاً من منسوبي الرابطة التطوعية للساحل الشرقي، في العمل التطوعي على شواطئ المنطقة الشرقية، وهم -كما وصفهم الناطق الإعلامي لحرس الحدود بالمنطقة العميد محمد بن سعد الغامدي- متخصصون في طب الطوارئ والإنقاذ والغوص، ويعمل بعضهم في مستشفيات المنطقة، وينضمون إلى زملائهم المتطوعين الآخرين بعد انتهائهم من عملهم الرسمي.

وقال العميد الغامدي لـ"الوطن": إن أولئك المتطوعين ساهموا في إنقاذ العديد من الأشخاص أثناء تعرضهم للغرق في الشواطئ، كما تعاملوا بنجاح مع حالات أخرى كالنزيف والإصابات.

وقال العميد الغامدي: إن عدد الوفيات نتيجة الغرق هذا العام تناقص بشكل واضح عن الأعوام السابقة، متمنيا الوصول إلى الرقم صفر في الأعوام المقبلة.

وللمزيد من نشر الوعي، أطلق حرس الحدود بالمنطقة الشرقية عددا من الحملات التوعوية "المتعاقبة" على الشواطئ، كما نظمت اللجنة النسائية للسلامة البحرية بحرس الحدود بالتعاون مع القسم النسوي ببرنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب مسيرة للأطفال تحت شعار "السلامة مسؤوليتنا جميعاً" وذلك في أحد المجمعات التجارية بالدمام، بهدف توعية الأطفال وحثهم على الالتزام بإرشادات السلامة البحرية.

وقالت منسقة النشاط باللجنة رهام المحمدي: إن اللجنة النسائية تواصل فعالياتها وتستهدف التجمعات الأسرية لجذب الأطفال بأسلوب التعلم بالترفيه، فيما أشارت المتطوعة وجدان الواكد إلى أن هذا الأسلوب لاقى قبولا لدى الأطفال المشاركين البالغ عدد أكثر من 200 طفل وطفلة".

ومن جانبه، أكد مدير عام حرس الحدود بالمملكة اللواء الركن زميم بن جويبر السواط، على ضرورة مواصلة الجهود الميدانية والتوعوية لمواجهة تدفق المتنزهين على الشواطئ وتوفير أقصى درجات الأمن والسلامة لهم مشيداً بجهود قيادة حرس الحدود بالمنطقة الشرقية، ومنطقة تبوك، في مجال التوعية والاستفادة من وسائل الإعلام.