شهد متنزه القصيم الوطني بمدينة بريدة إنشاء مأوى للحبارى ومتحف دائم لتوعية المواطنين والمهتمين، وذلك في إطار التعاون مع الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى أحد أكبر مشاريع حفظ الأنواع في العالم، والذي انطلق قبل أكثر من 40 عاما بفكرة من مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والذي وجه بالمحافظة على الحبارى في صحارى الإمارات، وعلى امتداد مناطق انتشاره في آسيا وشمال إفريقيا.

وكان أمير منطقة القصيم الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، قد أطلق بالتعاون مع الصندوق 18 طائر حبارى على هامش أسبوع البيئة الأول الذي نظمه فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة القصيم.

وعبر عن شكره وامتنانه للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى على تعاونه لإقامة المقر الإرشادي للحبارى بمتنزه القصيم الوطني، ومتحف دائم لتوعية المواطنين والمهتمين، في إطار خطة متكاملة تهدف إلى التوعية والإرشاد البيئي في محافظات القصيم.


خطة للتوعية

قال مدير متنزه القصيم الوطني، المشرف على مأوى الحبارى بالمتنزه بدر النقيدان لـ«الوطن»، إن «هناك خطة متكاملة للتوعية والإرشاد البيئي تستهدف مدن ومحافظات منطقة القصيم»، مؤكدا الحرص على حفظ الأنواع والسلالات لإعادة تكوين نظام بيئي مستدام.

وكشف عن خطة مستقبلية لإكثار طائر الحبارى وتوطينه بالتعاون مع الصندوق الدولي للحبارى، داعيا المواطنين إلى زيارة المتحف ومأوى الحبارى في متنزه القصيم الوطني بعسيلان شرق مدينة بريدة، الذي يأتي كثمرة تعاون دائم بين المملكة والإمارات العربية المتحدة الشقيقة.

صندوق غير ربحي

يعد الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى صندوقا غير ربحي، وأحد أكبر مشاريع حفظ الأنواع في العالم، ويعمل تحت مظلة حكومة أبوظبي، حيث يشرف على إدارة شبكة دولية من المراكز المتخصصة بإكثار هذا الطائر المهدد بالانقراض. وفي إطار التعاون الدائم بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، أسهم الصندوق في تأسيس هذا المتحف والمركز الإرشادي الدائم في منطقة القصيم، من خلال خبراته المستفيضة في إدارة شبكة دولية من المراكز المتخصصة لإكثار طائر الحبارى بهدف الحفاظ عليه، وزيادة أعداده على امتداد نطاق انتشاره.

دعم لا محدود

عبر العضو المنتدب للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى ماجد علي المنصوري، عن الامتنان لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، على رعاية مشروع إعادة توطين الحبارى في دولة الإمارات والدول الأخرى على امتداد نطاق الانتشار الطبيعي لهذا الطائر في آسيا وشمال إفريقيا، كما تقدم بالشكر والتقدير لولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس مجلس إدارة الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على دعمه المستمر وتوجيهاته لإنشاء المحميات، وتكثيف التعاون الدولي للمحافظة على الحبارى. وأكد المنصوري أنه «ما كان من الممكن تحقيق كل هذه النجاحات لولا الدعم اللامحدود من رئيس الدولة وولي العهد للصندوق، واهتمامهما بنشر الوعي بالمحافظة على التراث واستدامة الإرث العريق للصقارة والمحافظة على الطبيعة وحماية البيئة».

نظام بيئي مستقر

أوضح علي مبارك الشامسي من قسم التعليم والاتصال في الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، أن «التعاون مع الأشقاء في منطقة القصيم والمملكة العربية السعودية يندرج في سياق رسالة الصندوق العالمية الرامية إلى زيادة أعداد الحبارى، والمحافظة عليها في البرية، من خلال التدخل الفعال للحفاظ على الأنواع، وتعزيز الوعي بأهمية ودور طائر الحبارى في الحفاظ على نظام بيئي مستقر ومتوازن». وأضاف أن «هذا التعاون مقدمة لمزيد من المشاريع المستقبلية المشتركة مع الأشقاء في المملكة»، معربا عن اعتزازه بالاهتمام الذي تبديه المملكة على هذا الصعيد وبجهود أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، مؤكدا أن الصندوق لن يألو جهدا في تبادل خبراته الواسعة مع شركائه الإستراتيجيين في تعزيز النظام البيئي المستدام.

طائر الحبارى

رمز لشبه الجزيرة العربية، وهو الطريدة الأولى والتراثية للصقارين، وهو يشكل التحدي الكبير لهم ولصقورهم.

يعيش عبر آلاف الكيلومترات وفي عدة أقطار، وتبقى بعضها على مدار العام، إلا أن معظمها يقضي الشتاء على بعد آلاف الكيلومترات من مناطق التكاثر.

يأكل الموجود من الغذاء

النباتي أو الحيواني، ويصطاد اللافقاريات والفقاريات الصغيرة مثل السحالي والقوارض الصغيرة.

يتواجد في جنوب آسيا والجزيرة العربية وشمال إفريقيا كمصر والجزائر وتونس وليبيا والمغرب، وقسم من أوروبا الغربية.

معرض للانقراض بسبب كثرة الصيد عليه.

يخضع الآن في الأسر لحمايته من الانقراض، حيث أقامت السعودية والإمارات محميات للمحافظة عليه وإكثاره، وإعادة إطلاق فراخه لتعيش في الحياة الصحراوية.

أهداف الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى

إجراء الأبحاث التطبيقية والأساسية

بناء شبكة من المشاريع والمراكز للمحافظة على النوع داخل الموائل الطبيعية وخارجها، ودعمها من خلال الشراكات الدولية

إدارة شاملة للاستخدام المستدام للأنواع، مع مواصلة دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في دول الانتشار