لم يكن غريبا أن تلقي ثورة 25 يناير بظلالها على فوانيس رمضان للعام الحالي، حيث تراجعت فوانيس اعتاد المصريون مشاهدتها طوال السنوات الماضية مثل فانوس "كرومبو" و"فطوطة" وأبوتريكة وحسن شحاتة، وحلت محلها فوانيس لأبطال آخرين، أشهرهم اللواء محسن الفنجري صاحب تحية الشهداء الذي أصبح يمثل للمصريين فألاً حسناً، خاصة أن ظهوره على شاشة التلفزيون وتوجيهه التحية لشهداء الثورة ارتبط في أذهان المصريين بالأخبار المطمئنة والمريحة. ومما ساعد على ظهور نجوم جدد لفوانيس رمضان للعام الحالي انخفاض حجم استيراد الفوانيس من الخارج . ويقول أحمد محمود، تاجر فوانيس في منطقة فيصل، إن الموديل الجديد الوحيد لفانوس رمضان الذي تم استيراده في العام الحالي عبارة عن دبابة عليها جندي جيش، وتحمل فانوسا صغيرا، وتطلق أعيرة نارية وتغني وحوي يا وحوي، وسعره 50 جنيها.

لكن تراجع معدلات استيراد الفوانيس الصينية ساعد على رواج الفانوس المصري القديم الذي عاد ليظهر بقوة في المحلات والأسواق الكبرى مثل مناطق الموسكي والناصرية، ويتراوح سعره ما بين 25 جنيها وحتى 85 جنيها، فيما يصل سعر الفوانيس المحلية الصنع التي يتم تعليقها في الفنادق والخيام الرمضانية والمحلات الكبرى إلى 500 جنيه.

والعجيب حسب ما يقوله صبري حمدي، بائع فوانيس، أن "الأهالي والأسر يبحثون عن فانوس الثورة، وعندما نسألهم يعني أيه فانوس ثورة، يقولون يعني فانوسا يغني للحرية وعليه صور الشهداء".

وقال محمد عبدالظاهر، مدير المشتريات بأحد المنتجعات بمدينة السادس من أكتوبر: إن المنتجع اشترى 120 فانوسا ما بين متوسط وكبير الحجم، مشيرا إلى أن "هذه عادة رمضانية ينفذها المنتجع سنويا ولا ترتبط بحالة اقتصادية أو لا". وأضاف: أن الفوانيس كلها تحمل ألوان علم مصر.

وكانت فكرة فوانيس رمضان قد بدأت عمليا في ليلة الخامس من شهر رمضان من عام 358 هجرية، حيث وافق هذا التاريخ دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي أرض مصر، حيث خرج أهلها، واستقبلوه بالمشاعل والفوانيس وهتافات الترحيب والأناشيد، ونتيجة لجمال وبهجة المنظر في تلك الليلة استحسن الناس هذه الفكرة، وأصبحت من العادات الحسنة في تراثنا الإسلامي، وتحول الفانوس من وظيفته الأصلية الإضاءة ليلا إلى وظيفة ترفيهية زمن الدولة الفاطمية. ولم تتوقف رياح الثورة عند حدود فانوس رمضان، وإنما امتدت إلى أنواع البلح، حيث استبدل التجار أسماء الفنانين والمشاهير التي اعتادوا إطلاقها على أنواع البلح مثل ليلى علوي ونانسي وبن لادن وجدو بأسماء مستوحاة من الثورة مثل "بلح الشهداء" الذي أطلقه التجار على أجود أنواع البلح مثل" البرتمودا" و"السكوتي" و"الملاكابي" و"الجندويلا" و"البلدي". ويصل سعر الكيلو إلى 15 جنيها. لكن حجم الأموال التي أنفقت على "ياميش" رمضان المستورد في مصر انخفض بشدة.