كنت أعتقد أن مبدأ الاستقالة الذي يتبع أي إخفاق من قبل أي مسؤول لن يصل إلى مشارف العالم الثالث – على الأقل حتى الألفية الثالثة – لكن خاب ظني ولله الحمد بعد أن تحمل رئيس الاتحاد السعودي مسؤوليته وقدم استقالته بعد ضياع الحلم الرياضي السعودي واستمرار تدني المستوى الرياضي, ووفاة الصقر الأولمبي رضيعاً.

استقالة المسؤول ليست عيباً بقدر ما هي موقف حضاري يدل على الوعي الكامل بحجم ضرورة تداول المنصب والتجارب والخبرات, وهذا بلا شك يحسب للأمير الشاب نواف بن فيصل.

ولكن ربما ما أثار دهشتي ما تم تداوله عن احتمالية استمرار الدكتور أحمد عيد في منصب رئيس الاتحاد السعودي, وهي خيبة أمل – بالنسبة لي على الأقل– كون أن الدكتور أحمد عيد كان ولا زال من ضمن الطاقم القديم الذي ساهم بشكل أو بآخر في عدم قدرة الاتحاد السعودي على النهوض بالرياضة السعودية, والمسألة تبدو لي وكأنها (هذا عيد ولدنا) أو أن الدكتور أحمد عيد (في الدبرة) كما يقال.

أرى أنه لو تم انتخاب وجه جديد وخبرة جديدة ورؤية جديدة لكان ذلك أصلح وأنفع ويكون للتغير معنى بدلاً من تحريك حجار الشطرنج من مكان لآخر, ومع جلّ احترامي للدكتور عيد فإن هذه المرحلة تحتاج لشخصية جديدة بمواصفات خاصة جداً لفرض هيبة الاتحاد السعودي في الاتحاد الآسيوي أولاً ومن ثم محاولة النهوض بالرياضة السعودية وتذليل العقبات الداخلية وعمل استراتيجيات جديدة بفكر جديد، وليس بفكر (هذا عيد ولدنا)، أو كما يقال في المثل العامي (وجهٍ تعرفه ولا وجهٍ تعرف عليه).

ومن أهم عوامل نجاح الاتحاد الجديد – من وجهة نظري أيضاً – هي إقامة حفل توديع وشكر لجميع رؤساء اللجان وأفرادها والعاملين برابطة دور المحترفين, الذين ساهموا بشكل أو بآخر في عدم تحقيق طموحات الأمير الشاب نواف بن فيصل، ولا مانع من إقامة حفل تكريمهم على ظلال بواباتهم الإلكترونية ومقاصفهم التي كادت أن تسمم الجماهير مع إهدائهم أشرطة بلاي ستيشن تحتوي على إنجازهم بإدراج دوري المحترفين السعودي بها كنوع من الشكر والعرفان من الرياضة السعودية لهم.