عادات موروثة
قالت المهتمة بالتراث المديني مريم الحامد، التي ترأس الوفد النسائي بمهرجان الجنادرية السنوي، إن «أهل المدينة المنورة يمتازون في رمضان المبارك بعاداتهم الموروثة القديمة التي تنتقل عبر الأجيال، التي من شأنها أن تحافظ على الهوية المدينية الأصيلة لأهلها وساكنيها. فمن عاداتهم المشهورة الحرص على إقامة الموائد الرمضانية بين العوائل منذ اليوم الأول في رمضان، والدائرة تدور بين الأسر في مودة ومحبة، إذ يخصص كل يوم لتناول الإفطار عند فرد معين، إلى أن يكتمل الشهر».
وأضافت، إن «المأدبة قد يحضرها من 20 إلى 30 فردا أو أكثر، وتشمل الأصدقاء والجيران والأقارب والزوار أيضا. ومن عادة أهل المدينة بعد أداء صلاة المغرب أن يتم اصطحاب أي فرد في الطريق، كي يحصل الأجر وتحل البركة خلال تقديم الطعام له، كنوع من الكرم المعهود والود في رمضان».
بيت الجد
أبانت الحامد، أن سُفر الطعام الرمضانية لأهل المدينة تتكون من أشهى المأكولات التي لا تعد غالبا إلا في رمضان، إذ تكون عادة سنوية خاصة بهذا الشهر لا تجدها إلا في رمضان، يجتمع عليها جميع أفراد العائلة في البيت الكبير، وهو بيت الجد، لتناول الإفطار في أجواء أسرية جميلة، وكل أسرة تقوم بإعداد صنف من الأصناف المشهورة في رمضان، لافتة إلى أن من الأطباق الرئيسية شربة الحَبّ التي تتصدر السفرة، ثم المقليات بأنواعها التي اشتهرت بها المرأة المدينية، مثل السمبوسة والفرني والبف والبريك وقاضي قضى والمطبق وعيش أبو اللحم».
تبخير الكاسات
أوضحت المهتمة بالتراث المديني، أن «للحلويات مكانا مهما في السفرة الرمضانية، مثل الكنافة بالقشطة، والكنافة باللوز أو المكسرات والجبنية والماسية والمهلبية والكاسترد والكريمة وحلى اللبى والقطايف والبريك الحلو والجلي والشعيرية بالقشطة واللحوح بالسكر واللقيمات».
وأضافت، أن «المشروبات تحتل أيضا مكانا على السفرة الرمضانية، أهمها السوبيا، إذ تُعَدُّ فقط في رمضان وتوضع في كاسات «التوتوا»، وهي كاسات من الألمنيوم تقوم ربات المنازل بتبخيرها استعدادا لرمضان المبارك، كذلك عصير قمر الدين وماء زمزم، أما المشروبات الساخنة فهي القهوة العربية».
وأشارت مريم الحامد، إلى أنه في أواخر رمضان يتم إعداد الدبيازة لفطور العيد، وهي نوع من أنواع الحلى، يتكون من قمر الدين والمكسرات، وهي أكلة خاصة للأعياد تتميز بإعدادها الأسر في المدينة المنورة.