قتل 28 متظاهرا سوريا وأصيب العشرات برصاص الأمن الذي أطلقها على مسيرات المناهضين للحكومة في العديد من المدن، بلغت ذروتها في حماة ودرعا بمشاركة أكثر من مليون شخص في جمعة "أسرى الحرية"، حسبما أفاد نشطاء أمس. وتزامن ذلك مع الإعلان عن عقد "مؤتمر الإنقاذ الوطني" في كل من دمشق وإسطنبول اليوم للبحث في وسائل الإطاحة بنظام الأسد، كما أعلن المنظمون.

وقال رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان عبدالكريم الريحاوي "قتل تسعة أشخاص في دمشق: ستة في القابون وثلاثة في ركن الدين، بينما قتل ثلاثة في إدلب (شمال غرب) واثنان في درعا، وثلاثة في مدن أخرى". كما أصيب 15 شخصا في الكسوة بمحافظة دمشق، وفقا للمصدر نفسه.

أما رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن فقال إن أكثر من مليون سوري تظاهروا أمس ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مدينتي حماة (شمال) ودير الزور (شرق) وحدهما. واعتبر عبدالرحمن هذه المشاركة الكثيفة "رسالة واضحة إلى السلطات أن التظاهرات في تصاعد وليست في أفول".

وأوضح أن "عدد المتظاهرين بلغ أكثر من نصف مليون في حماة وقراها في حين بلغ في دير الزور ما بين 450 و550 ألفا". وتابع أنه في دمشق كان أكثر من سبعة آلاف متظاهر يتجهون نحو جامع الحسن في حي الميدان، الذي أصبح نقطة تجمع المتظاهرين في العاصمة السورية. كما جرت تظاهرات في بلدة معرة النعمان بإدلب الحدودية مع تركيا. وجرت أيضا تظاهرات في العديد من أحياء حمص بوسط سورية، والرقة (شمال) وحلب (شمال) كما أوضح الناشطون.

وسار أيضا متظاهرون في عامودا بمحافظة الحسكة (شمال)، وتجمع الآلاف في عين العرب (شمال)، حيث اعتقل العديد من المتظاهرين، كما أكد ريحاوي.

ونشر النشطاء تسجيلا مصورا أمس لاحتجاجات حاشدة في مدينتي حمص وحماة وسط البلاد. وذكر نشطاء أن قوات من الجيش حمت المتظاهرين أمس من هجوم قوات الأمن في مدينة درعا.

في المقابل، أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مقتل "مدني برصاص مسلحين في إدلب وإصابة عنصرين من قوات حفظ النظام بإطلاق النار عليهما من قبل مسلحين في جوبر".

إلى ذلك، أعلن منظمو "مؤتمر الإنقاذ" أنه سيبحث ملامح خريطة الطريق للخروج بالبلاد من حالة الاستبداد إلى الديموقراطية وتحديد آليات الاستجابة للمطالب الواضحة للشارع السوري بإسقاط النظام". ويعقد المؤتمر بدعوة من "الشخصيات الوطنية السورية من داخل البلاد وخارجها". وأكد أكثر من 500 شخص حضورهم المؤتمر في دمشق وإسطنبول.

وقال الناطق باسم تيار المستقبل الكردي عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر الإنقاذ مشعل التمو لـ"الوطن" إن "المؤتمر سيبدأ في وقت واحد (الحادية عشرة من صباح السبت) في مكانين مختلفين(دمشق وإسطنبول) برئاسة واحدة للمحامي المعارض هيثم المالح (المتواجد في إسطنبول حاليا) وتنسيق في دمشق من قبل لجنة إدارة مؤلفة من ثلاثة أشخاص".

وأوضح التمو أن "المؤتمر الذي يعقد في صالة المهند بالقابون, لن يحتاج لموافقة ولن نسعى لأخذ مثل تلك الموافقة لأننا بالأساس نعتبر النظام الحالي الموجود غير شرعيمن جهة أخرى، حذر السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد أول من أمس من أن "الشارع يمكن أن يطيح" بالنظام السوري إذا لم يبدأ سريعا الإصلاحات التي يطالب بها المتظاهرون. وتوقع في مقابلة مع مجلة "فورين بوليسي" أن "النظام السوري سيطيح به الشارع إذا لم يتحرك بسرعة"، ودعا الرئيس الأسد إلى "اتخاذ القرار الصعب" ببدء الإصلاحات.