وصل الأستونيون السبعة الذين أطلق سراحهم أمس في لبنان بعد أن كانوا قيد الاختطاف لمدة أربعة أشهر، إلى بلادهم. وأشار أحد المخطوفين إلى أنهم احتجزوا في سورية لفترة وقال "مررنا على ثلاثة مواقع سرية مختلفة من قبل ثمانية إرهابيين في لبنان وسورية".

في غضون ذلك، اتفقت معظم التحليلات الصادرة على وصف عملية إطلاق سراح الأستونيين، برعاية فرنسية كاملة ووسط غياب شبه تام للسلطات اللبنانية بـ"الفضيحة والمس بقوة بالسيادة اللبنانية"، خصوصا أن المعلومات تتحدث عن تولي دوائر مخابراتية فرنسية وتركية وألمانية تقصي ومفاوضة الخاطفين أو الجهات التي تقف وراءهم. وعلى الرغم من ثقل التداعيات التي خلفتها العملية بغموضها والتباساتها ونتائجها إلا أن كبار المسؤولين اللبنانيين توالوا كيل المديح لما قامت به السلطات اللبنانية، على وعد بإماطة اللثام عن كامل التفاصيل التي سبقت ورافقت وتلت عملية الإفراج، خصوصا أن في يد السلطات الأمنية سبعة موقوفين لبنانيين وآخرين من جنسيات غير لبنانية.

وشنت صحف موالية ومعارضة أمس حملة على أداء السلطات اللبنانية، واصفة إياها بالتخلي عن السيادة اللبنانية لصالح فرنسا ودول أخرى، وتساءلت مصادر معارضة عن توقيت الإفراج عن المخطوفين، ووصفته بأنه هدية لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي. وغمزت من قناة سورية، مشيرة إلى أن موالين لسورية خطفوا الأستونيين وأفرجوا عنهم بما يخدم تحسين الصورة السورية في هذه اللحظة الحرجة التي تعيشها دمشق.

على صعيد آخر، يقوم رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي خلال اليومين المقبلين بزيارة إلى جنوب لبنان لتفقد وحدات الجيش اللبناني العاملة هناك وزيارة قيادة القوات الدولية. وأكد ميقاتي أمام الوفود التي التقى بها أمس أن عجلة العمل الحكومي قد انطلقت لمعالجة كافة الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولاسيما الملفات التي على تماس مباشر مع حياة المواطنين اليومية.