بعض المتوجسين من المرأة، يسعون جاهدين إلى تضييق الخناق عليها ومحاصرتها ومراقبة كل ماتفعله وماتنوي فعله، حتى شكلت لهم هاجسا يؤرقهم ليلا ونهارا، وما دفعهم إلى هذا الأمر إلا الخوف من أن تقوى شخصية المرأة فتضعف سلطتهم، التي تستمد ثلاثة أرباعها من التسيد على النساء واضطهادهن وقمع حرياتهن، فنجدهم يقفون معارضين بشراسة ضد كل حركة تهدف إلى إعطاء المرأة حقا من حقوقها التي كفلها لها الإسلام.
وهذا الموقف العدائي والممانع ليس حديثا أو طارئا، بل يمتد إلى سنوات بعيدة في عمق تاريخنا المعاصر؛ فمن عارضوا تعليم المرأة، عارضوا ابتعاثها، وعارضوا توظيفها، بل وأجملوا وفصّلوا في كيفية التوظيف ومكانه وطبيعته، ووصلوا إلى أبعد من هذا بكثير، فمنعوا عنها ممارسة سبل الحياة الاعتيادية الاجتماعية كاقتنائها هاتفا محمولا، وكثر الحديث والتخمينات في هذا الموضوع، أو الصحية كممارسة الرياضة داخل مدرستها ومع زميلاتها، ومن يحاول إنكار هذا الأمر ما عليه إلا الرجوع إلى بضع سنوات إلى الوراء ليجد المضحك المبكي في محاربة المرأة.
لكن ما يبشر بالخير أن المرأة في عهد خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ والذي اهتم بشكل خاص بحقوق (المرأة والطفل)، قد حققت الكثير مما تصبو إليه.
وما زال مسلسل الإنجازات مستمرا، وستنطلق الشعلة الأولمبية تحملها فتاة سعودية، وسوف تشارك محتشمة في الألعاب الأولمبية.
وما زلت بعد هذا الإنجاز أتوق إلى أن تتاح لفتياتنا ممارسة الرياضة في مدارسهن، وأن تعطى المرأة مساحة أكبر للتحرك بحرية للإشراف على إنجاز معاملاتها بنفسها، بوصفها كائنا كامل الأهلية والمسؤولية، غير مكترثين بمن قاطع فعاليات وأنشطة كثيرة بسبب وجود المرأة.
لن نذكّر بعد اليوم بأن المرأة نصف المجتمع، فلو كان المعارضون يفقهون لوعوا على هذه الحقيقة منذ زمن، لكن الإنجازات اليوم ستتولى إيصال هذه المعلومة لمن لم يعها حتى الآن.