أصبت بصدمتين، انهار بسببهما مؤشر تفاؤلي بمستقبل ديموقراطي لاحت بوادره في الرياضة..!
داهمتني الصدمة الأولى بغتةً، حين قرأت في إحدى الصحف تصريحاً لرئيس نادي القادسية السابق "جاسم الياقوت" يطالب فيه بمنح رئيس الاتحاد السعودي المنتخب "حصانةً دبلوماسية" تحميه من سهام الإعلاميين ونقد الناقمين، حاولت أن أبحث عما ينفي العنوان في النص؛ إلا أني لم أجد إلا تأكيداً على مطالبة "الياقوت" وتبريراً للمطلب، الذي ينفيه المنهج الديموقراطي وآليات ممارسته، وينفيه واقع الحال الذي عايشه "الرئيس السابق للاتحاد السعودي الأمير نواف بن فيصل" برحابة صدر وصل معها إلى الاستقالة بشجاعة استجابةً للانتقادات التي نالت أداء الاتحاد السعودي لكرة القدم فترة رئاسته.
أليس مخيباً للآمال الديموقراطية أن نجد من يطالب بـ "الحصانة" لأي شخص سيفوز في انتخابات الاتحاد السعودي التي ستجري قريباً..؟
هانت عندي الصدمة الأولى حين أصابتني الثانية، خاصة أنها جاءت من الرجل القانوني، رئيس اللجنة العامة لانتخابات الاتحاد السعودي لكرة القدم ماجد قاروب، الذي تجنب الشفافية التي تعتبر أحد أهم مطالب الانتخابات، ولم يتورع عن اتهام "الكاميرا" بأنها لا تصور الحقيقة بل تبالغ في تضخيم الصورة، نافياً خروج الرياضي المخضرم عبدالرحمن الدهام غاضباً من اجتماع لجنة الانتخابات الذي عقد الثلاثاء الماضي، ومارس قاروب التعتيم حين طلب من الإعلاميين الخروج من الاجتماع عندما دار نقاشٌ حاد بينه وبين الدهام..!
قاروب رجل قانون، ومحام وكاتب صحفي يعي دور الإعلام إلا أنه تجاوز هذا الدور وأخرج الإعلاميين الذين حضروا الاجتماع، حينما لم يستطع الاتفاق مع الدهام في الاجتماع التشاوري للاستعداد للانتخابات!
كنت أتصور أن الرياضة هي المجال الأرحب لتطبيق الديموقراطية وتجربة فاعليتها في مجتمع جديد على هذه الممارسة، وكنت أتصور أن الرياضة هي الأنسب لتنفيذ آليات الديموقراطية؛ لأنها كانت الأكثر ممارسة لحرية كبيرة تتجاوز في بعض الأحيان حدود الحرية في البلدان الديموقراطية، وتصل عندنا إلى حد التعدي على الآخرين بحجة الحق في إبداء الرأي..!
كلي أمل أن تنجح تجربة الديموقراطية في تشكيل الاتحاد السعودي الجديد لتعيد الأمل في نجاح الديموقراطية لدينا، بعد فشل تجارب الانتخابات البلدية بتدني نسب المشاركة وقلة الفاعلية من المُنتخَبين.
الشفافية والمحاسبة: أهم ركائز الديموقراطية.