عاش نادي الوحدة في الموسم الرياضي المنصرم أحداثاً ساخنة على جميع الأصعدة الفنية والإدارية والشرفية، جعلت منه محط الأنظار لدى جميع المتابعين والنقاد الرياضيين بشكل لافت؛ حتى باتت قضاياه من أهم قضايا الموسم الرياضي المنصرم، وربما يطول أمدها إلى الموسم المقبل، وفي مقدمتها القضية المنظورة في الاتحاد الدولي لكرة القدم والتي رفعها النادي ضد لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي، بعد قرار سحب ثلاث نقاط من رصيد الفريق الكروي الأول في دوري زين للمحترفين، واعتباره هابطاً إلى الدرجة الأولى، وذلك استناداً إلى أحداث لقائه في الجولة الأخيرة من المسابقة أمام التعاون.

وكان القرار وجد فور صدوره مساحة واسعة من الآراء المتباينة في الساحة الرياضية، حيث كان الاعتراض الوحداوي أو الشارع الرياضي هو الغالب في مجملها؛ كونه يرى أن القرار بني على خبرة رئيس لجنة الحكام عمر المهنا بأن الفريقين قد تعمدا التأخر في النزول إلى أرض الملعب قبل بداية المباراة، كما حدث ذلك في بداية الشوط الثاني دون الاعتماد على أدلة وحقائق دامغة.

وفي هذا الموسم أيضاً لحقت بالوحدة معضلة أخرى تكمن في قضية الرشوة التي أفصح عنها رئيس نادي نجران مصلح آل مسلم، وذكر أن حارس مرمى فريقه جابر العامري عرضت عليه رشوة من قبل زميله بالفريق تركي الثقفي، بغية التلاعب بنتيجة مباراتهما أمام الوحدة لصالح الأخير، وذلك في اللقاء الذي جمعهما على ملعب نادي الأخدود ضمن دوري زين، وانتهى بفوز الفريق الوحداوي 5 /صفر، وفتح على ضوء اتهامات الرئيس النجراني للاعب تركي تحقيقات من قبل الاتحاد السعودي، استجوب خلالها من الوحدة رئيس النادي جمال تونسي ورئيس رابطة المشجعين عاطي الموركي، ومدرب الحراس علاء رواس، وغاب عنها حاتم خيمي بسبب سفره إلى أميركا من أجل إكمال دراسته، وجاء استجوابهم عطفاً على ورود أسمائهم في الشريط التسجيلي بين العامري والثقفي.

كما أن المتابع لأوضاع الفريق الوحداوي فنياً، يجد أن نتائجه الإجمالية هذا الموسم جاءت على النقيض تماماً في معطياتها الفنية، ففي الوقت الذي حصل فيه على المركز الثاني والميداليات الفضية في مسابقة كأس ولي العهد، والمركز الرابع في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، إلا أنه قدم أسوأ مستوياته الفنية في دوري زين للمحترفين، وذلك منذ صعوده إلى مصاف أندية الممتاز عام 2003، كونه حصل على 24 نقطة في المسابقة، دفعت به لاحتلال المركز الـ12 في الترتيب العام للفرق محققاً الفوز في ست لقاءات والتعادل في مثلها والخسارة في 14 مباراة، وسجل مهاجموه 43 هدفاً واستقبلت شباكه 44 هدفاً.

أما على مستوى مسابقة كأس ولي العهد، فقد نجح الفريق في الوصول إلى المباراة النهائية مع الهلال، وحصل على المركز الثاني، ولكن من المفارقات أنه لم يستطع تحقيق فوز صريح خلال مراحل المسابقة، حيث كان تأهله عبر الفوز بركلات الترجيح، بدءاً من مباراته أمام الفيصلي في دور الـ16، ومروراً بمواجهته أمام الرائد في دور الثمانية بالمسابقة، وأمام الاتفاق في الدور نصف النهائي .

وفي مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، شارك الوحدة بلاعبي الفريق الأولمبي المطعم ببعض العناصر الأساسية، وبدون المحترفين الأجانب، وذلك بعد قرار فني وإداري لتفادي الأزمة النفسية التي مر بها اللاعبون عقب قرار لجنة الانضباط بهبوط الفريق إلى مصاف أندية الدرجة الأولى، وتمكن لاعبو الأولمبي من خطف الأنظار والحصول على الإشادة من النقاد الرياضيين بفضل المستويات المتألقة خاصة بعد إزاحتهم الاتفاق أحد أقوى المرشحين لنيل اللقب، إلا أن قلة خبرتهم لم تسعفهم في مقارعة بطل المسابقة فريق الأهلي الذي نجح قي تعديل التقدم الوحداوي في لقاء الذهاب في مكة المكرمة 2 / 2 ، لينهي لقاء الإياب لصالحه بنتيجة كبيرة قوامها أربعة أهداف مقابل هدف وحيد، وبعدها قابل الهلال "بطل دوري زين" في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، وتمكن خلالها الهلال من إلحاق نتيجة قاسية به قوامها 6 / 3، وضعت الوحدة في المرتبة الرابعة في المسابقة، حقق خلالها أربعة نقاط من أصل 15 نقطة، بينما سجل مهاجموه 11هدفاً في خمس لقاءات ، فيما سُجل في مرماه 17 هدفاً.

وبشكل مجمل نجد أن الفريق حصل في مجمل مشاركاته الثلاث في الموسم الرياضي على 31 نقطة من أصل 105 نقاط في جميع مباريات المسابقات الثلاثة، من أصل سبعة لقاءات فوز وضعته في المرتبة الثالثة للفرق الأقل تحقيقاً للفوز، كما تعادل الفريق الكروي في عشرة لقاءات احتل بها المرتبة الرابعة بالتساوي مع الرائد لأكثر الفرق تعادلاً، وخسر 18 لقاءً محتلاً المرتبة الثانية كأكثر الفرق خسارة في جميع مباريات المسابقات، فيما سجل مهاجموه 35 هدفاً، بينما تلقت شباكه 70 هدفاً.

ويحتل هجوم الفريق الوحداوي المرتبة الثالثة بالتساوي مع هجوم الأهلي من حيث أكثر الفرق تهديفاً في جميع المسابقات، وعلى النقيض تماماً يحتل المركز الثاني كأضعف خط دفاع في جميع المسابقات.


عاصفة التغيرات

في المقابل، نجد أن هنالك جملة من التغيرات التي شهدتها جميع الأصعدة في الفريق الكروي خلال الموسم المنصرم، بدءاً من منصب رئيس النادي حيث تولى جمال تونسي كرسي الرئاسة خلفاً للرئيس السابق عبدالمعطي كعكي، بعد فوزه بالمنصب عبر انتخابات الجمعية العمومية.

وعلى صعيد الأجهزة الفنية تولى حاتم خيمي منصب المشرف العام على كرة القدم بالنادي وعاونه محمد الهيج في منصب مدير الكرة الذي كان يشغله فراس مؤذن، في حين بقي عبدالعزيز مديراً للاحتراف وهو الشخص الوحيد الذي لم يطرأ أي تغير على منصبه طوال الموسم.

ونجد أن منصب مدرب الفريق أكثر المناصب حراكاً، فبعد قيادة الفرنسي جون لانج الفريق الكروي فنياً في عهد كعكي، جاءت إدارة التونسي وأقالته وتعاقدت مع المدرب المصري مختار مختار، ومن ثم تم إعفاءه بعد تردي النتائج الفنية، والتعاقد مع المدرب التونسي لطفي البنزرتي الذي فضل الابتعاد عن قيادة الفريق قبل مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وتسند المهمة لمدرب الفريق الأولمبي المصري بشير عبدالصمد بحكم معرفته بعناصره التي شاركت في البطولة بديلاً عن الفريق الأول.