والسبب الأصل لأن نجران مثلما قالت لغة الخيال لأخي أحمد التيهاني، بالأمس، أتت من القمة صاعدة إليها، وهي تحتفي بأول (سقراط) في تاريخ البلاغة العربية. نتعاطف مع نجران وأهلها لأنهم انتظروا لثلاثة عقود كي يكون لهم ناد أدبي فبرهنوا أن للثقافة المحلية – عناوين – جريئة مدهشة ومختلفة. نتعاطف مع نجران وأهلها لأنني أشاهدهم للمرة الأولى على – نقل ثقافي مباشر – وأنا حزين لأن هذه الخطوة تأخرت كثيرا أن تصل إلى من برهن أنه يستحق. نتعاطف مع نجران وأهلها لأنهم برهنوا لعشرات السنين من الوحدة الوطنية المباركة أنهم صمام أمان ومرابطو ثغر على الطرف الأخير من أمتار هذا الوطن. نتعاطف مع نجران وأهلها لأنهم برهنوا لعشرات السنين أن النوع والتنوع قد يكون نقطة قوة ومصب التقاء لتيارات النهر الوطني الجارف إلى آفاق المستقبل. نتعاطف مع نجران وأهلها لأنهم بالتنوع والاختلاف برهنوا وفي الصفحة البيضاء أنهم شرفاء وأنقياء من ولوج أي خلية إرهابية، وهم وبكل الشواهد، يسجلون امتيازا وطنيا غير مسبوق في نظافة الأسماء ولنا أن نمتحن كل البراهين والشواهد. نتعاطف مع نجران وأهلها لأنهم حين قرروا الاحتفاء بملحمة رمز – نجراني – من ثنايا التاريخ، قرروا ان يحضر هذا الوطن بأكمله وأشمله كي يكون – الوطن – كله نجران وكي يكون كل سعودي هو ابن ساعدة الجديد وأنا لا أطرب لشيء قدر طربي حين أشاهد خريطة الوطن كاملة ترفرف فوق بعض ترابه. نتعاطف مع نجران وأهلها لأننا نقرأ قوله عز وجل (وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود) لأنه الإيمان الموروث من صلب الأجداد إلى جباه الأحفاد ولأنه الإيمان الذي قرأناه في رسالة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام إلى الأهلين في نجران ولأنه الإيمان في هذه الفرحة العارمة على وجوه الشباب الجدد الذين انتظروا كل هذه العقود ليفجروا هذه الطاقات الثقافية المدهشة. نتعاطف مع نجران وأهلها لأن من لم – يصادق – نجرانيا فإن عليه أن يعرف أن – للصداقة – شيما ناقصة وأن للرفقة – ثلْما – لا يكتمل إلا حين يكمل – النجراني – مفاهيم الشيمة والرفقة. أتعاطف مع نجران وأهلها لأنهم بكل اختصار: ذلك الثوب الأبيض الذي لم يلج إلى فتنة ولم يدخل إلى خلية ولم يساوم على شيء إلا على شراء وطن كامل مكتمل دعوه إليهم في يوم الفرحة.