زارت وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل، مقر مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، في أول زيارة لها للمركز، وذلك للمشاركة في الاجتماع التشاوري، الذي نظمه المركز بالتعاون مع منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسّسات الدينية المتنوّعة في العالم العربي، وضم مجموعة ناشطة دينية وفكرية في موضوع الحوار من العراق، ضمن سلسلة الاجتماعات المقررة مع أتباع الأديان المتنوعة، للاطلاع على تجاربهم وخبراتهم وتحدياتهم لترسيخ العيش المشترك، واحترام التنوع وقبول التعددية، تحت مظلة المواطنة المشتركة، والتي تعمل المنصة العربية على ترسيخها، ضمن برامجها ومشاريعها المتعددة، ويشرف عليها مركز الحوار العالمي، في مناطق متعددة من العالم، ضمن برامج منصاته الخمس في أوروبا ونيجيريا وإفريقيا الوسطى والعالم العربي وآسيا. ورحب الأمين العام للمركز فيصل بن معمر، في مستهل كلمته الافتتاحية في اللقاء بوزيرة خارجية النمسا، بوصفها المسؤول الأول في وزارة الخارجية النمساوية، إحدى الدول المؤسسة لمركز الحوار العالمي، الذي تم تأسيسه بمبادرة من المملكة وبمشاركة جمهورية النمسا ومملكة إسبانيا والفاتيكان، ويديره مجلس إدارة من المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين والهندوس، وأعرب عن سعادته بمشاركتها في الاجتماع للاطلاع على جهود المركز وإنجازاته في مجال تعزيز دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية، في مساندة صانعي السياسات من أجل ترسيخ العيش المشترك، وكذلك برامج المركز المتنوعة في مجال القيم الدينية والإنسانية، خاصة جهود منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسّسات الدينية المتنوّعة في العالم العربي. احترام التنوع أشار بن معمر، إلى أن النمسا لطالما كانت بلدا مضيفا، ومحتضنا للعديد من المشاورات وورش العمل للحوار بين أتباع الأديان، إذ استطاع المركز من مقره الرئيس نشر ثقافة الحوار في أجزاء كثيرة من العالم، التي هي بحاجة ماسة إليه، ودعم العيش المشترك واحترام التنوع وقبول التعددية تحت مظلة المواطنة المشتركة. وقال: «يشكل الحوار بين أتباع الأديان وداخل الدين الواحد عاملا رئيسا في بناء التماسك الاجتماعي، وتعزيز الروابط والعلاقات بين المجتمعات، ويعتمد نجاح المبادرات المشتركة بين الأديان والمذاهب والطوائف المتنوعة إلى حد كبير على تعزيز العلاقات والتفاهم بين أتباع الدين نفسه من خلال الحوار، وينطبق ذلك بصفة خاصة على العلاقات بين أتباع الأديان جميعها وبين أتباع الدين الواحد، وإذا أردنا تحقيق النجاح من تعزيز الحوار بين الأديان، يجب أن نبدأ أولا ببناء جسور الثقة وأسس التفاهم بين أتباع الدين الواحد، لتتزامن مع البرامج والفعاليات المتنوعة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات المتنوعة»، مشيرا إلى جهود المركز المبذولة في تيسير سبل الحوار والتعاون في المنطقة العربية منذ عام 2014، من خلال إطلاق مبادرة: (مـتـحـدون لمـناهـضة الـعنف باسـم الـدين)، والتي تمخضت عن إعلان فيينا لتأسيس المنصة العربية للحوار والتعاون بين المسلمين والمسيحيين، وهي مجموعة من التوصيات صاغها وأقرها قيادات ومؤسسات دينية من العالم العربي، وقد حظيت بدعم وزير خارجية النمسا السابق سباستيان كورتس ووزراء خارجية الدول المؤسسة للمركز وأعضاء مجلس الإدارة. برامج حوارية استعرض بن معمر البرامج الحوارية والفعاليات الخاصة لمركز الحوار العالمي من خلال منصاته الخمس، والبرامج التي تم تنفيذها في المنطقة العربية ومنها العراق، حيث نفذ المركز بالشراكة مع مؤسسات عراقية: التدريب على وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار – أربيل 2016، شارك فيه 80 مشاركا من مختلف الأديان والثقافات: (المسلمين والمسيحين؛ الايزدين؛ البهائيين؛ المندائيين وغيرهم)؛ ومبادرة– حملة تسامح، والتي ركزت على بناء القدرات وحملات على وسائل التواصل الاجتماعي، التي اشتملت على دورات بناء قدرات في 4 محافظات عراقية، أسس الحوار، المواطنة المشتركة، والعيش المشترك؛ حملات على وسائل التواصل الإجتماعي، متضمنة رسائل إيجابية لنشر ثقافة الحوار والمواطنة المشتركة، بالإضافة إلى برنامج الزمالة، فريق المنطقة العربية، بمشاركة 12 مشاركا ومشاركة من العراق بين عامي 2018 و2019م؛ ثم مبادرة تنمية قيادات شابة لتعزيز التعايش السلمي والمجتمعي»: توسيع عضوية أعربت وزيرة الخارجية النمساوية عن ‏اهتمامها بتعزيز عمل المركز في عدد من القضايا، منها توسيع عضوية مجلس الأطراف، وتعزيز المواطنة المشتركة والتنوع، والتعامل مع المؤسسات الدولية ذات العلاقة، وأبدت وزير الخارجية النمساوية، سعادتها بهذه الاجتماعات التشاورية والحوارات الحضارية، التي دارت في الاجتماع التشاوري، وراعها تبادل وجهات النظر والخبرات بين الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية وصانعي السياسات، التي تميز بها المركز.