أصبحت دولة جنوب السودان أمس، الدولة الـ193 في الأمم المتحدة التي صادقت على توصية من مجلس الأمن الدولي بمنح الدولة الوليدة العضوية الكاملة. تزامن ذلك مع تطور إيجابي شهدته الدوحة تجلى بالتوقيع على اتفاقية سلام دارفور بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة المتمردة.
وتم التوقيع على "وثيقة الدوحة للسلام في دارفور" بحضور عدد كبير من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء وكبار المسؤولين في الدول الأفريقية لاسيما الرئيس السوداني عمر البشير ونظرائه في تشاد وإريتريا وبوركينا فاسو.
شهدت الدوحة عصر أمس التوقيع على اتفاقية سلام دارفور بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة المتمردة، ويجيء هذا الاتفاق الذي حظي بدعم المجتمع الدولي بعد مفاوضات مطولة استمرت لثلاث سنوات بوساطة قطرية وأفريقية. وبعد الاتفاق على صياغة الوثيقة النهائية وموافقة الطرفين عليها أحالت الوساطة الوثيقة للجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة حيث وافق عليها المجتمع الدولي ودعمها. وشهد مراسم التوقيع أمير دولة قطر والرئيس السوداني والأمين العام للجامعة العربية وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي ورئيس الاتحاد الأفريقي وممثل للأمين العام للأمم المتحدة وعدد من رؤساء الدول الأفريقية.
إلى ذلك أصبحت جمهورية جنوب السودان أمس العضو رقم 193 في الأمم المتحدة، ويأتي اعتراف المنظمة الدولية بعد أن أوصى مجلس الأمن الدولي الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنح الدولة الوليدة العضوية الكاملة. وتلا القرار وزير خارجية ألمانيا غيدو فيسترفيلة الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الأمن هذا الشهر، وقال البيان الصادر في ختام اجتماع مجلس الأمن إن "أعضاء المجلس يقبلون برضا تام عضوية دولة جنوب السودان".
من جهة أخرى دعت الصين دول العالم إلى تحسين علاقاتها مع السودان ودفعه للسير قدماً في طريق تنفيذ كافة بنود اتفاقية السلام مع جنوب السودان، وقال نائب ممثل الصين في الأمم المتحدة وانج مين: "أظهرت الحكومة السودانية الإرادة السياسية لتنفيذ عملية السلام وبذلت جهودا كبيرة في هذا الشأن، لذلك يجب أن يكافأ من المجتمع الدولي على الجهود التي بذلها لإحلال السلام في الجنوب الذي أصبح الآن دولة مستقلة، لذلك نرى أن التطبيع الكامل للعلاقات مع السودان في أقرب وقت ممكن يمكن هذا الشعب من التمتع بالسلام والكرامة والتنمية".
إلى ذلك أعلن مراقبون أميركيون العثور على مقبرة جماعية في ولاية جنوب كردفان السودانية حيث دفن 100 شخص على الأقل قتلوا في معارك في يونيو الماضي، موضحين أنهم يستندون إلى شهادات وصور التقطت بالأقمار الصناعية. وقال أعضاء في برنامج الرصد الإلكتروني الذي أنشأه الممثل الأميركي جورج كلوني: "بعد تحليل صور للبرنامج تم تحديد موقع كبير يحتوي على مقبرة جماعية في مدينة كادوقلي عاصمة جنوب كردفان".