شهدت الساحة السورية تصعيدا من قبل السلطات الأمـنية، حيث قتلت اثنين في دير الزور، وزجت بالكثيرين في السجون، خاصـة مـن الفنانين الذيـن تظاهـروا أول من أمس في حي الميدان في دمشق.
ودفعت التطورات الأخيرة الرئيس الفرنسي نيكـولا ساركـوزي إلى القـول إن ما يحدث في سورية "غير مقبـول بتاتا".
وأضاف "إننا نعيش في عالم جديد اليوم. لا يمكن لديكتاتور أينما كان أن يتمتع بالحصانة، والبلدان الكبرى في العالم تتحمل مسؤولية".
قتل مدنيان برصاص الأمن السوري في دير الزور شرق سورية، كما أصاب ضباط المخابرات العسكرية سبعة محتجين تجمعوا في الميدان الرئيسي بالمدينة، فيما قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس: إنه يريد فرض المزيد من العقوبات على الحكومة السورية في ظل مواصلتها الحملة الأمنية العنيفة على المحتجين. وقال شاهد وهو مبرمج كمبيوتر طلب عدم نشر اسمه خشية الاعتقال "تجمع نحو 1500 من أجل مظاهرة الظهيرة المعتادة على الرغم من شدة الحرارة. ونزل آلاف آخرون إلى الميدان بعد سقوط القتيلين. ويتواجد هناك نحو عشرة آلاف شخص". ويأتي قتل المحتجين الاثنين في دير الزور في الوقت الذي وسعت فيه وحدات من الجيش الحملة العسكرية لسحق المعارضة في محافظة إدلب شمال غرب البلاد المتاخمة لتركيا. وقال نشطاء: إن أربعة قرويين قتلوا أول من أمس في هجوم مدعوم بالدبابات على أربع قرى على الأقل بمنطقة جبل الزاوية في إدلب.
وقال ناشط في إدلب طلب عدم الكشف عن هويته خوفا من الاعتقال لرويترز بالهاتف "نشهد تصعيدا عسكريا بعد التصعيد السياسي من جانب النظام". وكان يشير إلى الاعتقالات التعسفية لآلاف السوريين التي اشتدت في الأسبوعين الأخيرين حسبما ذكر دعاة لحقوق الإنسان. ومن بين من اعتقلوا الطبيب أحمد طعمة وهو زعيم معارض من دير الزور خطفته عناصر المخابرات العسكرية الأسبوع الماضي من عيادته وفقا لما ذكره أصدقاء له.
وقالت منظمات حقوقية: إن قوات الأمن السورية ألقت القبض على 30 شخصا على الأقل من بينهم المخرجان السينمائيان نبيل المالح ومحمد ملص والممثلة مي سكاف خلال احتجاج للمطالبة بالديموقراطية في دمشق أول من أمس. وكان هؤلاء ضمن مجموعة فنانين أصدروا بيانا هذا الأسبوع يندد بعنف الدولة ضد المحتجين ويطالب بالمساءلة عن قتل المدنيين والإفراج عن آلاف السجناء السياسيين المحتجزين دون محاكمة.
واستحوذ موضوع اعتقال مثقفين وفنانين وصحفيين سوريين, على اهتمام المنظمات الحقوقية والإنسانية وكذلك على اهتمام الشارع السوري, حيث أخذت الأقاويل تردد أسماء عديدة لفنانين تم اعتقالهم في التظاهرة التي طوقها الأمن السوري.
وفيما نفى الفنانان خالد تاجا ويارا صبري صحة الأنباء التي تحدثت عن مشاركتهما في مظاهرة الأربعاء في دمشق, أكد نبيل المالح وجوده خارج سورية وبالتالي عدم تعرضه للاعتقال أيضا أو المشاركة بأي تظاهرة.
في باريس قال الرئيس الفرنسي، في مقابلة تلفزيونية "سلوك الرئيس السوري غير مقبول... يجب أن نشدد العقوبات على نظامه الذي يستخدم أكثر الأساليب وحشية ضد شعبه". وتقود باريس الجهود لتمرير مشروع قرار بالأمم المتحدة يندد بالحملة التي تشنها سورية على الاحتجاجات الداعية للإصلاح قائلة: إن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته.