اعتبر محللون سياسيون أن تصريحات الرئيس الأوكراني الجديد فولوديمير زيلينسكي، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، تمثل مهادنة لروسيا، على خلاف سابقه بترو بوروشنكو، الذي شهد عهده تدهور العلاقات بين أوكرانيا وروسيا، بعد ضم الأخيرة لشبه جزيرة القرم، وكذلك نزاعا مع المتمردين المدعومين من روسيا في منطقتي لوجانسك ودونتسك شرق البلاد، إضافة إلى سعى بوروشنكو، للحد من نفوذ موسكو الاقتصادي والثقافي في بلاده.

وقال المحللون السياسيون، من هذا المنطلق جاء رد الفعل الروسي على فوز زيلينسكي بالرئاسة في أوكرانيا، مختلطا، حيث أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف: “أن موسكو تحترم خيار الشعب الأوكراني، غير أن الحديث عن توجيه الرئيس فيلاديمير بوتين تهانيه لنظيره الأوكراني، بفوزه في الانتخابات والتعاون معه سابق لأوانه”.

إشراك الغرب


خلال حملته الانتخابية، استفاد زيلينسكي، الذي يتحدث الروسية، من مشاعر الإحباط التي يشعر بها الأوكرانيون بسبب قيادة بوروشنكو، وانتقد عددا من سياساته المعادية لموسكو، لكنه أكد في الوقت نفسه أنه سيبقى البلاد على المسار الموالي للغرب.

ووعد زيلينسكي بـ”إعادة تحريك” العملية، بعدما طرح خلال الحملة الانتخابية فكرة إشراك الولايات المتحدة أو بريطانيا في عملية السلام.

ويرى الخبير السياسي ميكولا دافيديوك أنه بدل أن يطرح زيلينسكي حلا عسكريا، سيحاول “بأي ثمن إما التوصل إلى اتفاقات شخصيا مع بوتين، أو استخدام وسائل سياسية دبلوماسية بمساعدة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة”.

لهجة تصالحية

قال أليكسي ماكاركين من مركز التقنيات السياسية: إنه يجب على روسيا أن لا تعتبر لهجة زيلينسكي التصالحية نسبيا أثناء حملته الانتخابية مؤشرا إلى أنه سيتملق لروسيا.

وأضاف “إن خطاب زيلينسكي الأقل حدة ومعاداة لروسيا على عكس خطاب بوروشنكو ليس له أهمية كبيرة”.

انتخابات برلمانية

أوضح أليكسي شيزناكوف، المسؤول السابق في حزب “روسيا المتحدة” إن الكثير من الأمور ستعتمد على ما إذا كان زيلينسكي سيعلن عن انتخابات برلمانية مبكرة، لأن للبرلمان الكلمة الأخيرة حول معظم جوانب السياسة المتعلقة بروسيا.

وقال إن موسكو ستعتبر أن الانتخابات البرلمانية يمكن أن تؤدي إلى زيادة القوى الموالية لروسيا في المشهد السياسي الأوكراني”.