المدخنون للسجائر يعلمون جيدا ضررها على أنفسهم قبل غيرهم، وبالتالي يعاني كثيرون من عدم القدرة على عدم الامتناع عنها، وهم يعلمون الضرر الصحي والمادي، فضلا عن الجانب الشرعي، إذ توجد لديهم القناعة التامة بذلك.

اختراع جديد خرج وظهر لنا مؤخرا، بما يسمى السجائر الإلكترونية، وهو اكتشاف جديد وفريد من نوعه، بل وفرح به المدخنون كوسيلة للإقلاع عن عادة التدخين، أو على الأقل النهي عن أضرارها، وقد تكون هذه الوسيلة محطة استبشروا بها لتضعهم على طريق بداية الإقلاع عن هذه العادة، أو على الأقل التقليل منها، وقد فرح بها أيضا غير المدخنين كجزء وحل لتلك المعضلة، وأولهم القطاع الصحي الذي يعاني من صرف ميزانيات ضخمة جدا على علاج هؤلاء المدخنين.


نشرت صحيفة الديلي تلجراف البريطانية تقريرا للكاتبة سارة تايتون تقول فيها «السجائر الإلكترونية ربما تزيد مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب، خلال مدة قصيرة لا تتعدى 10 سنوات، وأضافت أن الباحثين من كلية الطب في جامعة نيويورك أفادوا بأنه على الرغم من أن تدخين السجائر الإلكترونية أقل ضررا من التدخين العادي، إلا أنه لا يجب الترويج لها بصفتها آمنة. وأضافت الصحيفة، بأن هناك 3 ملايين شخص في بريطانيا فقط يستخدمون تلك السجائر، مشيرا إلى أن أهمية الخدمات الصحية في إنجلترا بدأت بالتشجيع على التدخين بالسجائر الإلكترونية منذ سنوات، معللة ذلك بأنها أقل ضررا من السجائر العادية بـ59%.

لاحظنا من هذه الدراسة أن هناك تناقضا واضحا في الآراء، فهي تصيب بالأمراض وأخطر من السجائر العادية، في المقابل الحكومة تشجع عليها، فلا نعرف أين الحقيقة التي يتساءل عنها المدخنون؟ فهل سيستمرون عليها أم يقاطعونها؟.

من ناحية المبدأ، التدخين معروف بأنه مضر جدا للصحة، سواء كان تدخينا عاديا أو إلكترونيا. فلا يصح بأن نجزئ المبادئ في مثل هذه المواقف، حتى لا تتطرق إلى فروع ونترك أساسيات الموضوع بأن التدخين مضر، وألا نفتح الباب لغير المدخنين بأن الأمر طبيعي ومستسهل، ولكنه من الأصل خطاء.

لذا، ينبغي علينا ألا نروّج للسجائر الإلكترونية ونعدّها شيئا بدهيا.

فالحقيقة، إنها مضرة بنسبة كبيرة، بل من الممكن أن يكون ضررها أعلى من التدخين العادي. واعلم أن لبدنك عليك حق، فحافظ عليه، لأنه أمانة مستردة إلى خالقها.