وقعت حكومة السودان اليوم (الخميس 2011/07/14) في الدوحة اتفاقية سلام مع حركة التحرير والعدالة المتمردة من دون مشاركة حركات التمرد الكبيرة في إقليم دارفور الذي يشهد نزاعا داميا منذ 2003.

وتم التوقيع على "وثيقة الدوحة للسلام في دارفور" بحضور عدد كبير من الرؤساء ورؤساء الوزراء وكبار المسؤولين في الدول الأفريقية لاسيما الرئيس السوداني عمر البشير.

وياتي التوقيع على هذه الوثيقة "النهائية" بعد 30 شهرا من المفاوضات برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.

إلا أن كبرى الفصائل المتمردة رفضت التوقيع على الوثيقة لاسيما حركة العدل والمساواة والفصائل المنبثقة عن "جيش تحرير السودان" لاسيما فصيلي عبد الواحد نور وميني ميناوي.

وتعد حركة التحرير والعدالة تحالفا من المنشقين عن الحركات المتردة الكبيرة وهي لا تتمتع بثقل عسكري كبير في الإقليم.

وأشار أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في كلمة بمناسبة التوقيع على الوثيقة إلى أن "انقسام الفصائل" وعدم وجود "موقف تفاوضي واحد" أثر سلبا على المفاوضات التي ترعاها قطر منذ 2008 مما أخر التوصل إلى اتفاق.

ودعا أمير قطر "جميع الأطراف" إلى الانضمام إلى "وثيقة الدوحة" مذكرا بأن هذه الوثيقة التي تم التوصل إليها بعد جهود كبيرة قد وافق عليها ممثلو المجتمع المدني في الإقليم.

وذكر أن التوقيع يشكل "بداية" ودعا الأطراف في الإقليم إلى "تغليب مصلحة دارفور والسودان".

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن النزاع في دارفور خلف 300 ألف قتيل بينما تقول الحكومة السودانية أن عددهم 10 آلاف فقط.

من جهة أخرى رحبت الأمم المتحدة بضم جمهورية جنوب السودان التي خرجت للنور من رحم عقود من  الصراعات الدامية مع الشمال الذي تقوده حكومة عربية، لتصبح العضو رقم 193 بالمنظمة العالمية.

وألغت الأمم المتحدة كل الإجراءات للتسريع بقبول الجمهورية حديثة الولادة بعد 6 أيام فقط من إعلان قيام جنوب السودان بعد انفصالها عن الخرطوم.

وأوصى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس الأربعاء بضم جمهورية جنوب السودان للجمعية العامة التي تضم 192 دولة. 

ويأتي قرار قبول عضوية جنوب السودان بالأمم المتحدة في الوقت الذى يثور فيه نزاع بينها والخرطوم رغم تعهدات كلا الطرفين بتسوية خلافاتهما بطرق دبلوماسية.

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بجمهورية جنوب السودان والتي مثلها ريك ماشار نائب الرئيس في حفل الانضمام الرسمي الذي أقيم في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.

وقال بأن "قبل أيام فقط ، شرفت بحضور مراسم (إعلان قيام) جوبا..شعرت بالطاقة والإمكانات والسعادة الخالصة التي تعيشها أحدث بلدان العالم".

وأضاف بأن أن جنوب السودان يحظى بالكثير من الموارد الطبيعية والأراضي الصالحة للزراعة ومياه نهر النيل و"شعب أبي مجتهد".