شكل رجال القبائل في اليمن ما يشبه "مجالس الصحوات" في العراق، الأمر الذي سمح لهم بتطهير مديرية مودية في محافظة أبين في الجنوب بالكامل من عناصر"أنصار الشريعة" التي تنتمي إلى تنظيم القاعدة، بعد مواجهات استمرت عدة أيام، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وأوضحت مصادر محلية أن المسلحين القبليين باتوا يحكمون سيطرتهم على كافة أرجاء مديرية مودية، وتمكنوا من دخول مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين التي كانت خالية من العناصر المسلحة الذين استولوا عليها قبل نحو شهر ونصف.
طهر مسلحون قبليون في محافظة أبين جنوب اليمن، مديرية مودية بالكامل من العناصر المسلحة التي يعتقد بانتمائها لتنظيم القاعدة بعد المواجهات المسلحة التي دارت بين الجانبين خلال الأيام القليلة الماضية، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهما.
وأوضحت مصادر محلية أن المسلحين القبليين باتوا يحكمون سيطرتهم على أرجاء مديرية مودية كافة بعد المعارك المسلحة التي قادها شيوخ القبائل وخاضها رجالها ضد المسلحين الذين يطلقون على أنفسهم اسم "أنصار الشريعة" في محافظة أبين، الذين اضطروا على إثرها إلى الانسحاب لخارج مدينة لودر باتجاه مديريات أخرى في أبين.
وأشارت المصادر إلى أن المسلحين القبليين توزعوا على عدد كبير من نقاط التفتيش العسكرية المنتشرة حول مداخل مديرية لودر وتقاطعاتها الرئيسة والفرعية، بهدف التصدي للعناصر المسلحة التابعة للجماعات التي يعتقد بانتمائها لتنظيم القاعدة لتعقبها وإعاقة حركتها ومنعها من العودة إلى مواقعها وثكناتها التي كانت تتمركز فيها في لودر.
وأضافت المصادر: أن المسلحين عقب طردهم من مدينة لودر نصبوا عددا من نقاط التفتيش على طول الطريق العام الواصل بين محافظات عدن، أبين وشبوة، وبعد اطلاعها على الهويات الشخصية للمسافرين منعت أبناء القبائل الذين واجهتهم في مودية من الدخول إلى المدينة.
وتعهد عدد من أبناء القبائل بتطهير محافظة أبين من خلال تشكيلهم تحالفا قبليا مسلحا مكنهم من تحقيق انتصارات واضحة على الأرض، تمثلت بدحر العناصر التابعة للجماعات المسلحة من مديرية مودية وعدد من المناطق الأخرى، ولفتوا إلى أنهم سيواصلون تطهير الأجزاء التي مازالت تحت سيطرة المسلحين الذين خاضت معهم قوات الأمن والجيش مواجهات مسلحة عنيفة فشلت من خلالها القوات الحكومية في القضاء على العناصر المسلحة وحسم المعارك الضارية، التي أسفرت عن مقتل وإصابة عدد كبير من المقاتلين في صفوف الطرفين والمدنيين وشردت الآلاف من منازلهم.
وأوضحت مصادر محلية أن رجال القبائل الذين شكلوا ما يشبه "مجالس الصحوات" في العراق تمكنوا من دخول مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، وأنها بدت لهم وكأنها خالية من العناصر المسلحة، نتيجة تناقص أعدادهم خلال اليومين الماضيين وانحسار تواجدهم فيها ونقلهم معداتهم التي كانت متواجدة في عدد من المباني والمواقع التي استولوا عليها عند سقوط المدينة في أيديهم قبل نحو شهر ونصف الشهر.
وكان المسلحون قد بسطوا نهاية الشهر قبل الماضي، نفوذهم على مدينة زنجبار بعد انسحاب قوات الجيش والأمن، وهي الخطوة التي خلفت عشرات القتلى والجرحى، بالإضافة إلى تشريد نحو 40 ألفا من سكانها توزعوا على محافظات عدن، شبوة ولحج.
على صعيد آخر شهدت مدينة تعز أمس مسيرة شارك فيها عشرات الآلاف من المعارضين طالبت برحيل النظام ونددت بالقصف العشوائي الذي تتعرض له الأحياء السكنية في المدينة، ورفضت التدخل الأجنبي في ثورة الشباب، فيما أطلقت قوات الأمن الرصاص لمنع المسيرة من الاقتراب من مستشفى الثورة التي تحول محيطها إلى شبه ثكنة عسكرية، وطالب المتظاهرون بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، وأعلنوا رفضهم لما قالوا إنها "سياسة العقاب الجماعي الذي يفرضه النظام على الشعب".