تمضي الثورة المصرية قدما بخطى وئيدة نحو تحقيق بعض مطالبها، وسط ترقب مجتمعي للإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة، والكشف عن أكبر حركة تنقلات لضباط الشرطة في تاريخ المؤسسة الأمنية، حيث تم إنهاء خدمة 587 لواء وعميد شرطة، منهم 37 متهما بقتل متظاهرين. واستقبلت بعض القوى الوطنية أنباء إرجاء الانتخابات البرلمانية إلى نوفمبر من نفس العام بالقبول والرضا. ويواصل رئيس مجلس الوزراء عصام شرف مشاوراته، وسط تكتم شديد، لإجراء التعديل الوزاري الذي تعهد في بيانه الأخير بإجرائه خلال أسبوع بما يحقق أهداف الثورة ويعكس الإرادة الحقيقية للشعب. كما بدأ شرف بإجراء مشاورات موازية لإجراء حركة محافظين تتفق وتطلعات الشعب، بعد تأكيد المجلس العسكري أن شرف ستكون له صلاحيات مطلقة في اختياراته هذه المرة، في وقت شهدت غالبية وزارات مصر حالة من الارتباك، وتجميد المصالح، انتظارا للتغيير الذي قد يحدث. وقال المتحدث باسم حركة "شباب 6 أبريل" محمد عادل "إن حركته ستتقدم إلى شرف بقائمة أسماء الوزراء المطلوب إبعادهم في التعديل المنتظر وعددهم 16 وزيرا". وطلب المنسق العام للحركة أحمد ماهر، من شباب الحركة في المحافظات إعداد قائمة بأسماء المحافظين المطلوب الإطاحة بهم، وترشيح أكثر من اسم من شخصيات مشهود لها بالكفاءة من داخل المحافظة. وسادت حالة من الهدوء النسبي أمس ميدان التحرير الذي يتواجد فيه مئات المعتصمين منذ الخميس الماضي، بعد اشتباكات مع الباعة الجائلين عندما اكتشفت اللجان الشعبية عدة أسلحة بيضاء وبعض المواد المخدرة داخل إحدى الخيام الخاصة بالباعة. وأعاد المعتصمون فتح مبنى المجمع أمام المواطنين والموظفين بعد أن أغلق لمدة ثلاثة أيام من جانب مجموعة من المعتصمين بالميدان، وطالبوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتسلم المبنى لتأمينه من البلطجية.
في غضون ذلك نفت مصادر أمنية ما تردد بشأن هبوط 3 طائرات هليكوبتر على سجن طرة المسجون فيه وزراء ومسؤولون سابقون بجانب نجلي الرئيس السابق حسني مبارك، مؤكدة أن هذه الأخبار تهدف إلى بلبلة الرأي العام.