قراءة الأشخاص أو المواقف، أو الصور نُعدها من الذكاءات الجميلة والمليئة بالتأمل، فهل يمكننا معرفة رأيكم، في أيهم أصعب؟، هكذا بدأنا حوارنا الذي ظهر فيه العناد جليا، وظهر فيه توظيف ما نريد على حساب ما يريد الآخر؛ فتابع واحكم بنفسك أيها القارئ الحليم!
قالوا: المواقف أصعب في قراءتها، لعموميتها وشمولها لكل ما ذكر، فقلنا: الأشخاص هم الأصعب في القراءة، فلا مواقف ولا صور ولا كلمات بدون أشخاص، فمتى ما وفقنا في قراءة من يدير المواقف ويبرز الصور ويصيغ الكلمات، وفقنا في بقية القراءات.
فقالوا: لا يمكن معرفة الشخص بمعزل عن محيطه فهو يؤثر فيه ويتأثر به، وهذا المحيط في حقيقته مجموعة أشياء ومواقف، فقلنا: إذا لا يمكنكم معرفة الشخص بمعزل عن محيطه وخلفياته المتعددة فهذا يؤكد أنه من أصعب القراءات!
قالوا: الأصح هو المواقف بما فيها الأشخاص، قلنا: الشخص مكون من مجموعة من المواقف والكلمات والصور أليس كذلك؟!
قالوا: لنتفق على شيء ما، أليست تصرفات الإنسان هي التي تكشف عن محتواه؟، قلنا: يعني أننا نستطيع قراءة تصرفاته ومواقفه وتأتي قراءته بعد فهمنا لها أليس كذلك؟!
قالوا: لذا سمي السفر سفرا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال، والمعني تعدد الأحوال والمواقف، قلنا: والسفر مواقف أليس كذلك؟ ولن أستطيع قراءة شخص قراءة جيدة إلا إذا استطعت قراءة مواقفه وكلماته وتصرفاته، وعادة العمليات السهلة تأتي في البداية، وكلامكم يؤيد ما رمينا إليه.
قالوا: لا زلنا على رأينا، فقلنا: ثقة فيما تطرحون أم أنه العناد؟
قالوا: في حديث «خيركم خيركم لأهله»، الشخص يكون في جميع حالاته مع أهله، فكانت القراءة لشخصيته بالخيرية، فقلنا: الشخص الخير لأهله لن نصدر عليه حكما ما لم يسهل علينا قراءة مواقفه وسلوكياته.
قالوا: من أصعب الأمور أن تغيروا وجهة نظر راسخة عند صاحبها، فقلنا: غير دقيق أن نقرأ الشخص قبل مواقفه.
قالوا: إذاً هذا عناد!، فقلنا: أبدا نحن من يراه عنادا.
فقالوا: ما الحجة؟، فقلنا: أتريدون الفصل؟، قالوا: هاتوا برهانكم، قلنا: نستطيع قراءة مواقفكم؛ ولكن لم نستطع حتى الآن قراءة شخصيتكم، ونعتقد هذا برهانا لا تنكرونه.
قالوا: إذن تمتلكون الحاسة الثامنة، فقلنا: لكن لم نعرف «ذكاء العناد» بدقة حتى الآن.
قالوا: نوكل المهمة لكم، فقلنا: ستكون سهلة بعد أن تعلمنا منكم كيف نطلق العنان لتفكيرنا ليُعرف ما شاء من المصطلحات والمفاهيم
قالوا: إنكم تُنظِّرون كثيرا حتى لتصرفاتكم العنيدة في التعرف على الأشخاص، فقلنا: نحن لا نُنظّر بل نريد أن نتعرف كيف تفكرون، وكيف تعاندون بذكاء؟!
وفي ختام حوارنا أشرنا إلى نتيجة التصويت من حسابنا بتويتر بأن الصعوبة في قراءة الأشخاص كانت نسبتها 42% وتلتها المواقف بنسبة 22%!!