لم يغير لهيب الصيف من المشهد المتكرر يومياً في سوق حفر الباطن للشعير، إذ تصطف المركبات خلف بعضها البعض ليلاً ونهاراً لحجز موقع متقدم في رأس القائمة الطويلة لحين قدوم ناقلة محملة بالأكياس.

مشهد الطابور اليومي شاهد على معاناة أكبر سوق للمواشي في المملكة من أزمة خانقة زاد منها جدب المرعى وقحط الأرض.

مربو الماشية لم يمنعهم لهيب الصيف وغبرة السماء من الاصطفاف في الطابور، بانتظار الحل من اللجان المشكلة والجهات الحكومية التي تعترف بالأزمة لكنها لم تحلها بعد.

استمرار الأزمة دفع بوكيل محافظة حفر الباطن مسلط الزغيبي إلى الإقرار بها، قائلا في تصريح إلى "الوطن" أمس، إن "كميات الشعير المتوفرة لا تلبي سوى 20% من حجم الطلب" فيما يضيف مدير فرع وزارة الزراعة محمد الأسمري أن كيس الشعير بات يباع بـ60 ريالا في السوق السوداء.

الزغيبي أوضح أن حجم الاستهلاك الطبيعي اليومي يصل إلى 60 شاحنة بينما لا يتوفر حالياً سوى 5 شاحنات يومياً.. "فكيف لها أن تسد احتياجات سوق تستحوذ على ما نسبته 43% من الماشية في المملكة؟".




لم يمنع لهيب الصيف ملاك المواشي في حفر الباطن من الاصطفاف في الطابور الشهير بحثاً عن الشعير.

مشهد سوق الحفر لم يتغير منذ شهر، سيارات متلاصقة خلف بعضها البعض ليلاً ونهاراً لحجز موقع متقدم في رأس القائمة الطويلة لحين قدوم ناقلة بأكياس الشعير.

ذلك الطابور أصبح شاهداً على ما يعانيه أكبر سوق للمواشي في المملكة من أزمة خانقة بسبب نقص الشعير، ودليلاً على استمرار انتظار الحل من اللجان المشكلة والجهات الحكومية التي تعترف بالأزمة وتسعى للحل لكنها لا تقدمه .

أمام هذه الأزمة أكد وكيل محافظة حفر الباطن مسلط بن عبدالعزيز الزغيبي أن كميات الشعير المتوفرة لا تلبي سوى 20% من حجم الطلب، فيما قال مدير فرع وزارة الزراعة محمد سعد الأسمري إن الكيس يباع بـ60 ريالاً في السوق السوداء.

وقال الزغيبي في تصريح إلى "الوطن" أمس إن الحفر تعاني من عدم توفر الأعلاف الحيوانية لكون حجم الاستهلاك الطبيعي اليومي يصل إلى 60 شاحنة، بينما لا يتوفر حالياً سوى 5 شاحنات يومياً.

وأوضح أن حفر الباطن تستحوذ على ما نسبته 43% من الماشية بالمملكة.

وأشار إلى أن تلك المعطيات دليل على صعوبة الأزمة لأن أعداد الشاحنات لا تغطي احتياجات أصحاب الماشة.

ولفت إلى أن حجم المشكلة يتسع بتوافد الكثير من البدو الرحل من القرى والهجر على سوق الأعلاف بحفر الباطن؛ من أجل الحصول على كيس شعير، إضافة إلى استمرار الطوابير طوال الأيام الماضية للسيارات أمام مواقف شاحنات الشعير.

في السياق ذاته قال مدير فرع وزارة الزراعة محمد سعد الأسمري في تصـريح إلى "الوطن " إن الجهات الأمنية في نقاط التفتيش تضيق الخناق على ناقلي الأعلاف الخـارجة من حدود المنطقة للمـناطق الأخرى الذيـن يستغلون الكميات التي يحصـلون عليها في السوق وهم ليسوا بملاك مواشٍ.

ولفت إلى وجود عمليات بيع للشعير بأسعار تتجاوز 60 ريالاً للكيس في المناطق القريبة.

وأشار الأسمري إلى أن فرع الزراعة يصدر التصاريح سواءً للناقل أو مالك الماشية للحد من التلاعب.

من جانبه أوضح نائب رئيس غرفة حفر الباطن عبد الرزاق المنور أن الحفر ما زالت تعاني منذ فترة من نقص الأعلاف رغم أن سوقها تعد الأكبر في تجارة واستيراد الأغنام داخل وخارج المملكة.

وأبان أن هناك ضرورة عاجلة لإرجاع المتعهدين ومتابعتهم في البيع عن طريق الجهات الحكومية لتخفيف حدة المشكلة ولتجنب تفاقمها، مشيراً إلى أن لجنة رجال الأعمال بالغرفة شكلت فرقاً ميدانية للوقوف على أحوال أصحاب المواشي بحفر الباطن.

"الوطن" أثناء جولتها في سوق الأعلاف بالحفر رصدت مئات السيارات بالانتظار خلف شاحنات خالية من الشعير حتى وقت الظهيرة، بالإضافة إلى توافد أعداد كبيرة من أصحاب الماشية في القرى والهجر، وقال أحدهم، فهد الشمري، إنه لم يحصل على كيس شعير منذ أسبوع نظراً لعدم توفر كميات شعير للماشية بحفر الباطن .

وأضاف المواطن محمد العنزي أن دور الجهات الحكومية ضعيف في معالجة الأزمة، مشيراً إلى ضرورة التدخل السريع لتجنب الأسوأ.. وقال فهد الكردي إننا نأتي لمحافظة حفر الباطن من أجل الحصول على الشعير وننتظر لمدة أسبوع في سوق الأعلاف لكن دون فائدة، مشيراً إلى أن حالتهم اليومية مأساوية تحت لهيب الشمس الحارة والأجواء الترابية، مناشداً المسؤولين بإيجاد حلول لتوفير الشعير إلى الأسواق، مضيفاً أن انتهاء عمل المتعهدين زاد من الإشكاليات المتعلقة بتوفر الشعير.

وأوضح أن الكميات الرسمية المخصصة للحفر تناقصت بشكل كبير مما ساهم في نشوء بيئة للتلاعب.

ونوه إلى أن الثروة الحيوانية في المملكة قد تعاني في المستقبل من نتائج هذة الأزمة. مطالباً بحلول جذرية سريعة من جميع الجهات، وأخرى ضمن خطط متوسطة وطويلة المدى للقضاء على الأزمات التي تلاحق مربي الماشية .