فتاوى تحليل الغناء وجواز الاختلاط المشروط وإباحة تأخير صلاة الظهر عن وقتها عند اشتداد الحرارة أو الصلاة في المنزل وغيرها من الفتاوى التي أطلقها بعض المشايخ وعلماء الدين أو الفتاوى المنتظر إطلاقها في قادم الأيام هل يجوز لي تسميتها بفتاوى التخفيضات نسبة إلى كونها قد خفضت نسبة المحرمات وزادت نسبة المباحات؟
وإذا جاز لي ذلك استنادا إلى صحة التسمية ومطابقتها لواقع الحال فهل جاء التخفيض على حساب شرائع وأحكام ثابتة وراسخة في الدين بناء على أدلة واضحة لا تقبل التأويل كما ورد في الآيات التي حرمت الربا والزنا والخمر وأكل أموال الناس بالباطل؟ وهل لمس التخفيض ثوابت الدين الصريحة من صلاة وزكاة وصيام وحج أو نسف عقيدة المسلم وإيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره؟ يقول المشايخ العبيكان والغامدي والكلباني إنه لا يوجد دليل واحد صريح ومباشر على تحريم ما ذهبوا لإجازته وأوردوا شواهد كثيرة تؤيد فتاواهم.. وأقوال المشايخ تؤكد بالأدلة الدامغة أن فتاواهم بالتحليل قد أتت على أمور كان تحريمها من نتاج العادات والتقاليد الاجتماعية أو الزهد بملذات الحياة والتقشف والورع والأخذ بالأحوط سدا للذرائع.. وقد تكون تلك المحرمات نتاجا لنزعات التطرف والتشدد وموجاتها التي اجتاحت بلادنا في فترات سابقة وأدت إلى فرض الحواجز وإقامة السياجات العالية والاهتمام بمظاهر الدين الخارجية على حساب جوهره ومعدنه الأصيل. واليوم تصدت مجموعة من المشايخ الفضلاء وهم من بلادنا ومن طلاب علمائنا الأوائل ومن يعرفون ويدركون واقعنا لإزالة تلك الحواجز والسياجات الهشة المبنية من محرمات لا تستند إلى دليل وفي جرأة تحسب لهم مما يعني أن المرحلة القادمة ستشهد حالات صعبة من الشد والجذب والمواجهات وقد تتناول موضوعات ظلت مثار جدل عقودا من الزمن. وسيكون للفتوى المبنية على الدراسات المتعمقة والباحثة عن الحقائق العلمية الصحيحة والمدعمة بالأدلة الصريحة من الكتاب والسنة الدور والأثر في تغيير كثير من ملامح حياتنا وواقعنا شريطة أن لا تكون بعيون متشددة ترى كل شيء حراما أو ممنوعا أو تركه أولى.
في عصر العلم والتنوير ستكون الكلمة العليا مهما طال الزمن لمن يملكون الشواهد والأدلة المقنعة لا لمن لديهم القدرات الخارقة على رفع الأصوات العالية وإحداث الضجيج.