منذ تسلم الوزير الدكتور عبدالعزيز خوجة حقيبة وزارة الثقافة والإعلام، ونحن نلمس حركة التطوير التي دبّت في الوزارة العتيقة.
وليس مستغرباً أن تنهض وزارة الثقافة والإعلام في فترة زمنية قصيرة من واقعها القديم، إلى أن أصبحت تقوم بدورها المناط بها ثقافياً واجتماعياً ورياضياً.
ذلك أن وزيرها، هو ابنها الذي ترعرع فيها لسنوات، لكن مسؤولياته العملية الأخرى كأحد رجالات الدولة، فرضت عليه أن يغادرها في وقت مبكر إلى السلك الدبلوماسي كسفير لخادم الحرمين الشريفين في عدد من العواصم العربية.
وقد عرف عن الوزير عبدالعزيز خوجة، علاوة على كونه خبيرا بوزارته، أنه شاعر وأديب، ويملك قبولاً عند عامة الناس، ويمتاز بأنه وزير يخلو قاموسه من البيروقراطية، بالإضافة إلى أنه شفاف جداً.
ويحسب للوزير الأديب أنه جعل لدينا إعلاماً مرئياً ـ فضائياً ـ نفتخر به، فالإخبارية، والثقافية، والاقتصادية استطاعت بفضل ما تلقاه من دعم واهتمام أن تكوّن لها قاعدة عريضة من المشاهدين.
وهو أيضاً ـ أي الوزير ـ من فتح الباب أمام إذاعات الـ"إف إم"، فأصبحنا نعيش طفرة إعلامية لم تكن موجودة لدينا قبل خمس سنوات فقط، لإيمانه بأهمية فتح المجال أمام القطاع الخاص للمشاركة، وفق معايير محددة.
وفي المجال الرياضي، مدّ الوزير يده للرياضيين، وتفهّم أن أكثر من 68 % من المواطنين هم من فئة الشباب دون العشرين، ومثل هؤلاء يعشقون الرياضة، وكرة القدم على وجه التحديد، ومن الواجب أن تكون قناتهم الرياضية حاضنة لهم.
ومن هنا كان قرار الوزير بإنشاء قنوات رياضية أخرى، ليصل العدد إلى "ست قنوات" حتى تتمكن من نقل كل مباريات كرة القدم المحلية بكل درجاتها وفئاتها، وكذلك الألعاب الرياضية الأخرى، والبطولات الخارجية المفتوحة.
جاء ذلك تزامناً مع مكرمة خادم الحرمين الشريفين "حفظه الله" بمنح القناة الرياضية السعودية حقوق نقل بطولات كرة القدم المحلية لمدة ثلاثة مواسم بنظام مفتوح، بدأت مع بداية الموسم الرياضي الحالي.
ومع كل هذا الجهد الكبير الذي بذلته الوزارة ووجه به الوزير، تبقى مشكلة الإعلام الرياضي أكبر تحدّ لهذه الوزارة، فالسبحة انفرطت، واللغة وصلت إلى أسفل درجاتها، والقادم ينبئ بخطورة بالغة لا يمكن تحديد جهتها.
وما لم تتحرك وزارة الثقافة والإعلام وتسنّ أنظمة جديدة خاصة بالإعلام الرياضي بكل أصنافه من كتاب ونقاد ومحللين، تحدّد من خلاله أطر العمل والمهنة، وتلزم معه المؤسسات الصحفية والقنوات الفضائية بمراجعة آليات استقطابها للصحفيين، ومن يطلق عليهم نقاداً رياضيين.
فإن الوزارة عليها أن تتحمل تبعات ما حدث وما قد يحدث، حيث إن الأمر يحتاج إلى معالجة سريعة تعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي، والذي يتطلب محاسبة كل من أخطأ وتجنى وسبّ وشتم واتهم وتطاول على زملائه، أو على شخصيات رياضية.
إنني لا أقصد من ذلك تكميم الأفواه، ولكنني أدعو إلى روح إعلامية نقية، ولغة راقية تقفز بالإعلام الرياضي إلى درجات السمو والرفعة، وهذا دور الوزارة والوزير المثقف.
** صدى:
*"قطرة الماء تـثـقب الحجر.. لا بالعنف.. لكن بتواصل السقوط ..!".
( هنري مولر )