يظهر دور الجامعات في قيادة التحول والتغيير بوضوح بتطوير البرامج الأكاديمية وتضمينها مهارات القرن 21، وإعداد برامج موجهة في تطوير أعضاء هيئة التدريس كقيادات في المجالين العام والخاص، كما أن رؤية المملكة 2030 تضع على عاتق قيادات الجامعات مسؤولية تطوير أساليب حوكمة الجامعات، لتتضمن مشاركة أكثر لمنسوبيها بما فيهم الطلبة لممارسة أدوار قيادية فعلية، وتنظيم العمل التطوعي في خدمة المجتمعات المحيطة وإدراج الخدمة المجتمعية كأحد المتطلبات الأكاديمية، مع ضرورة دعم توجهات ريادة الأعمال والعمل المستقل في خدمة التنمية الاقتصادية، وبرامج التمييز الإيجابي الموجهة للفئات غير المستفيدة سابقاً من الفرص القيادية، من خلال تمكين المرأة ودعمها في المراكز القيادية.
إن نجاح الجامعات في قيادة التحول والتغيير يعتمد بدرجة كبيرة على نجاحها في صناعة التغيير والتطوير داخلها وفي بُناها وهياكلها وممارساتها، وما لم تكن الجامعات قادرة بذاتها على إحداث التغيير المنشود داخل مؤسساتها، فهي حتماً لن تكون قادرة على تغيير المجتمع من حولها والمساهمة في تطويره وتنميته.
ويمكننا أن نلحظ من خلال قراءتنا للمشهد الراهن لواقع مؤسسات التعليم العالي في بلادنا، أن للجامعات - وخصوصاً الناشئة منها - فرصة تاريخية لقيادة التحول وصناعة التغيير للأفضل، بشرط خروجها من توهمات الممانعة التي كبلت عملية التطوير في الجامعات خلال العقود الماضية، وهو ما أدركناه في تجربتنا الخاصة في جامعة الطائف، وانطلقنا منه عند إعداد خططنا للتحول المؤسسي والبرامجي، وتطوير نظمنا المالية والإدارية، وإدخال مفاهيم جديدة تنطلق من برامج التحول الوطني، تركز على تعزيز الشخصية السعودية لدى الطلاب والطالبات، وتحسين جودة الحياة داخل الحرم الجامعي، وبدأنا في اتخاذ خطوات فعلية في هذا الاتجاه، فيما ستظهر ملامح خطوات أخرى في المستقبل القريب – إن شاء الله –.