مررت بالمصادفة بطريق به مدرسة للبنات، وفوجئت أن أسماء المدارس ما تزال أرقاما ولم يتغير الحال.
كانت هناك دراسة، منذ سنوات طويلة، قبل ضم تعليم البنات للبنين في وزارة واحدة، عن إمكانية الموافقة على إطلاق أسماء الصحابيات على المجمعات المدرسية، وكانت مطلبا ملحا، تصورنا بعد ذلك أن يفعّل من الوزارة بعد انضمام تعليم البنات إليها قياسا على مدارس البنين، ولكن يبدو أننا ما زلنا نعد البنت رقما في مكان، وبذلك يستمر الحال لتبقى مدارس البنات بكل المراحل مجرد أرقام، بدأت من رقم واحد إلى أن وصلت الأرقام إلى المئات ولا أدري إن هي تعدت إلى الآلاف مع التوسع في افتتاح المدارس.
إن تسمية مدارس البنات بنساء معروف تاريخهن ودورهن في الحياة أمر بالغ الأهمية، بل إنه بات من غير اللائق الاستمرار في وضع مدرسة البنات كرقم بلا مدلول تربوي، وتاريخنا حافل بالنساء القدوة بداية من أمهات المؤمنين إلى كل امرأة أثرت في مرحلة تاريخية من نساء الوطن، وكان لها دور إنساني واجتماعي.
تم التغاضي عن هذا المطلب الضرورة ومع الزمن استمرت الفتاة التي تخرجت من مدرسة رقم (...) كما هي مجرد رقم.
هل اسم المرأة عورة أم عيب؟
إن تحويل أرقام المدارس إلى أسماء نساء من التاريخ، وممن لهن أيضاً دور في حياة أمتهن وبلادهن، أمر بالغ الأهمية، ونتمنى سحب هذا القرار من الأدراج وإعادته للحياة وتفعيله.
وهذا أمر في غاية البساطة، فهو مجرد تفعيل قرار موجود، ولتكن كل المدارس وليس فقط المجمعات. يستثنى من هذا المدارس التي كانت تابعة للحرس الوطني فهي بأسماء أمهات المؤمنين وصحابيات، ولكن يؤخذ على هذه المسميات أنها لم تدرج لقب أم المؤمنين؛ فمثلا أطلق الاسم دون تلميح إلى من صاحبة هذا الاسم مثل (مدرسة خديجة) فقط دون الإشارة إلى مكانتها، وحتى الصحابيات دون أن يذكروا السيدة أو رضي الله عنها من باب التقدير والتأدب. فمتى تصبح مدارس البنات بأسماء نساء مثلهن؟