هل تعرفون ماذا تعني "كلاكيع"؟! في قاموسي تعني "تعقيد الأمور بلؤم"!! وهي من "لكع يلكع مُتلكع ملكع كلاكيع" والأخيرة أضفتها على مشتقات "لكع" لأننا نسمعها في حياتنا اليومية التي امتلأت بـ"كلاكيع" أخبارنا الصحفية، وإن كانت تُصيبنا بـ"القولون العصبي" و"ارتفاع ضغط الدم" لكنها باتت تُطلق لنا العنان للإبداع اللغوي "اللئيم" بما يتماشى مع الأخبار "اللكيعة" أحيانا أي "اللئيمة" كما فسرها لنا ابن منظور في كتابه "لسان العرب" وإن قال أيضا "اللًَكع" بفتح اللام المشددة يعني "اللسع" ومنها تقول "لكعته العقرب"!
وبعيدا عن "لكاليع العقارب" و"كلاكيع" اللغة التي "كلكعت" عقول طلابنا في حصص القواعد وأخرجتهم لحياتنا العملية دون قواعد! سأدخل في"كلاكيع" الموضوع "المكلكع" الذي نشرته "الوطن" بالأمس عن رفض "أعضاء مجلس الشورى" الذين "كلكعوا" حياتنا من بدل السكن الخاص بموظفي الدولة "المركون في كلكعة الأدراج" إلى "رفع الحد الأدنى من معاشات المتقاعدين" إلى "قيادة المرأة للسيارة" إلى "الأراضي البيضاء" وهكذا حتى وصلنا إلى ما نُشر بالأمس من رفض "الأعضاء" لتوصية بتحديد الحد الأدنى من رواتب المواطنين والمواطنات في القطاع الخاص، فالأخوة الأعضاء يجدون فيه تمييزا "بسم الله عليهم لديهم قدرة على التمييز" وليس هذا فقط؛ فلأنهم يخافون على مصالح رجال الأعمال فوجدوا أن هذه الخطوة سلبية على الاقتصاد لأنها كما نقل الخبر "ستؤدي إلى زيادة كلفة الموظف السعودي ما سيدفع للاتجاه بالاعتماد على غير السعوديين" ألم أقل لكم، "بسم الله عليهم، لكن عيني عليهم حارة" لأن لديهم قدرة فذة على جعل المُيسر "مكلكع"!
وبصراحة شديدة؛ وليتحملني أعضاء مجلس الشورى الذين صوتوا ضد التوصية؛ وأود أن أسألهم سؤال بعيدا عن الإحراج: هل يحتاجون إلى مكوك فضائي يحملهم من كوكب "المشتري" الذي قلت من فترة أنهم يسكنون فيه وكل يوم يثبتون لنا ذلك؛ لينقلهم إلى أرض واقعنا! ولا أظن أن المواطنين سيمانعون من صرف "بدل تذاكر درجة أولى مكوكية" مع بدل "معيشة وتنقل على أرضنا" ولكن "أهم شيء ينزلون لنا شوي" حتى يخففوا على المواطنين شيء من "كلاكيع" حياتهم؛ فكما أظن أن أبناء أعضاء مجلس الشورى يعملون في "كوكب المشتري" برواتب "ملعلعة" بالقطاع الخاص، ولهذه لا يعرفون أن رواتب الشباب والشابات السعوديين على أرض واقعنا تصل إلى "1200 ريال" كحد أدنى! وما دام خوفهم على جيوب (رجال الأعمال) الذين نفاخر بهم في قوائم أغنياء العالم؛ فلماذا لا يخافون بدون "كلكعة" على جيب المواطن "الطفران" والذي بات لسان حاله بدلا من أن يستمتع بصوت الأرض طلال مداح ـ رحمه الله ـ في رائعته "مقادير" بات يغنيها ودندنها بـ"كلاكيع يا قلب العنا/ كلاكيع وش ذنبي أنا/ كلاكيع وتمضي حياتي/ مشاوير وأتمنى الهنا.. كلاكيع.. كلاكيييع"!