"هل تستطيع السعودية أن تتقدم على اليابان في الصناعة التقنية والابتكارات العلمية؟"، " نعم نستطيع ذلك إذا ما تنبه الآباء والمسؤولون لذلك بتهيئة الأجواء العلمية للجيل القادم"، سؤال وجواب رسما خارطة طريق، من وجهة نظر قائليهما اللذين لم يتجاوزا التاسعة من عمرهما، لتقدم السعودية تقنيا، فعلى الرغم من أنهما غصنان غضان إلا أنهما يعطيان الأمل في غد أفضل لجيل المستقبل الذي يحمل بين جنباته هموم مجتمعه وتطلعاته.

ولم يتفوه الفتى بسؤاله هذا من دون سند، لكنه يقف على أرض صلبة، فقد ابتكر زملاؤه الذين تزيد أعمارهم عنه بضع سنوات "ربوتا زراعيا" خلال 20 يوما بهدف تخفيف العبء على المزارعين ومساعدتهم في زراعة محاصيلهم، وهو ما أشار إليه أحمد عامر أحد المبتكرين الثلاثة بقوله إن الروبوت الآلي الذي صممناه مبرمج على مساعدة المزارعين في أعمالهم الأولية وليس لحصاد المحصول الزراعي، ويوافقه الرأي شريكاه محمد الغامدي وممدوح قاضي.

ويعد هذا الابتكار غيضا من فيض لابتكارات عرضت أمس في حفل تخريج الطلاب المنتسبين لبرنامج موهبة الصيفي في جدة بالتعاون بين مدارس الذكر الأهلية ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، حيث شهد الحفل عرضا لمشاريع عملية وابتكارات تقنية وعلمية عدة تمثل نواة لمشاريع عمل مستقبلية يمكن تطويرها والاستفادة من قيمتها لتبعث الأمل في هذه العقول النابهة التي تستشرف المستقبل وتراهن على المنافسة الشريفة في أفضل ساحة ألا وهي ساحة العلم والمعرفة.

برنامج "التخرج الابتكاري" كان أشبه ببازار علمي وتقني متقدم لفئة صغيرة سنا كبيرة في تطلعاتها، فاللغة العلمية المبسطة تسيطر على تعبيراتهم ما بين "حساس الموجات ما فوق الصوتية" و"الطاقة الكهربائية والحركية والنووية"، وهو ما فسره مدير البرنامج محمد عمر باعيشرة بالقول "إن الأهداف التي قام عليها البرنامج بإشراف من مؤسسة الملك عبدالعزيز، إنما هو ثمرة مخرجات البرنامج والأهداف التي قامت عليها من بناء التفكير الناقد لديهم في الأبحاث العلمية، وحل المشكلات، وطرق البحث العلمي وتطوير فرضياته عبر الأسس البحثية التجريبية". وتنوعت ابتكارات الطلاب في استخدامات الحياة التقنية والصناعية والبيئية والأمنية ليشمل ابتكاراً بيئياً وهو عبارة عن "مركبة آلية" أطلق عليها "منظف الشوارع ومعقم الهواء" الذي قال عنه عضو بالفريق العلمي الطلابي، إن المركبة صممت على خطوط محددة مبرمجة حاسوبياً على تتبع تلك الخطوط مع جهاز مساند لتعقيم وتنقية الهواء على مستوى المحيط القطري للجهاز.

أما الأطفال الذين في التاسعة من عمرهم فكان التركيز عليهم في مستوى التأهيل العلمي كاستخدام المجهر وشرائح العينات، وأساليب تحويل الطاقة من كهربائية إلى حركية، والذين قدموا تجارب عملية أمام الحضور في ورش عمل علمية.

يذكر أن عدد الطلاب الذين استهدفهم برنامج موهبة الصيفي بجدة 75 موهوباً تلقوا خلاله نشاطات علمية متخصصة ومهارات نوعية متقدمة لتنمية جميع الجوانب الشخصية لديهم المعرفية والعقلية والنفسية والاجتماعية والبدنية.

يشار إلى أن المحتوى البرامجي لموهبة الصيفي يتكون من ثلاثة محاور أولها معرفي يهتم بالمعلومات والخبرات المعرفية ذات العلاقة بموضوع البرنامج، وثانيها مهاري يركز على أدوات التعلم المتنوعة التي تساعد الطلبة على بناء الخبرات العلمية والشخصية وتجريبها، وآخرها اجتماعي وشخصي يقصد بها مجموعة الخبرات التي تساعد الطلبة على فهم أنفسهم واحتياجاتهم النفسية والشخصية والاجتماعية والتواصل مع الآخرين بشكل فعال.