أبان أمين عام الجمعية السعودية لعلوم العمران الدكتور خالد بن عبدالعزيز الطياش أن الشركات الثلاث القائمة بالأعمال الإنشائية في جامعة الأميرة نورة تعاقدت مع 200 شركة صغرى ومتوسطة بـ"الباطن"، فيما وصف العصر الحالي بـ"الذهبي" للشركات الصغرى للنمو، مبينا أن الشركات الأجنبية أثبتت فشلها في الأعمال الإنشائية بالمملكة بينما الشركات المحلية استطاعت أن تثبت جدارتها. وقال الطياش في حديث إلى "الوطن" أمس، "الشركات الثلاث أخذت المشروع الأم لكنها وظفت 200 شركة بالباطن لإنفاذ معظم البنية التحتية للمشروع".

وعلى الرغم من سلبية ذلك الإجراء، إلا أن الطياش وصف تلك الخطوة بأنها تعطي الشركات الصغرى والمتوسطة الخبرة الكافية لكيفية القيام بالأعمال في المشاريع الكبرى، وقال "تلك الأفعال جيدة لمنحنى آخر هو تطوير قطاع الإنشاءات والمقاولات في المملكة". وشدد على أن فترة "الخمول" في الإنشاءات التي مرت بها المملكة في وقت سابق أدت إلى تعثر شركات مقاولات صغرى ومتوسطة، وأن الفترة الحالية فرصة لتنميتها وتأسيس قواعد لها وإعطائها "خبرات" كافية حتى تصل إلى المنافسة في المشاريع الكبيرة خلال الخمس السنوات المقبلة.

ورفض الطياش مقولة بعض شركات المقاولات الصغيرة والمتوسطة بأن تأخر المدفوعات الحكومية أدى لتعثرها، قائلاً "لم يعد لدينا تأخر في المدفوعات كما في السابق، الآن لم يعد التأخير يضر لكون فترة انتظار المدفوعات لم تعد طويلة بل قليلة وتتلاشى في بعض المشاريع".

ووصف العصر الحالي بـ"الذهبي" للشركات الصغيرة والمتوسطة للنمو، من خلال الالتصاق بالشركات الكبرى والدخول في تحالفات معها في مشاركتها في مشاريع كبرى بـ"الباطن" مما يؤدي إلى تطوير ذاتها ومعداتها وقاعدتها الأساسية، وقال "سبق أن دار بيني وبين إحدى شركات المقاولات الكبرى اتصال ولا مانع لديها من إعطاء مشاريع بالباطن لشركات متوسطة وصغيرة ولكنها تحتاج للجدية واحترام العقود فيما بينها". وتحدث عن فشل غالبية شركات المقاولات الصينية في السوق السعودية، مرجعاً ذلك إلى أنها "لم تكن كفؤة لتلك المشاريع"، بالإضافة إلى أن دراستها للسوق السعودية كانت "خاطئة" ولم تراع مناخ المملكة ومواد البناء والنقل مما سبب فشلها في تقديم ما يؤمل منها، وأدى إلى رجوع المشاريع إلى الشركات المحلية التي وصفها بأنها "تعرف تتصرف".

وبيّن الطياش أن الشركات الصينية وضعت في حسبانها أن المملكة مهيأة لكل شيء والربح واضح بها، وهو عكس ذلك، ودخلت في مشاريع بأسعار منخفضة ووفوجئت بعد مضي فترة بأنها غير قادرة على تكملة "ربع المشروع".

وفيما يتعلق بتوجهات الدولة لطرح بعض المشاريع الكبرى على شركات أجنبية، طالب الطياش بضرورة قراءة الشركات الأجنبية جيداً قبل طرح وإرساء المشاريع عليها، وعدم الركون على أسماء تلك الشركات "الرنانة"، فبعض تلك الشركات تكون مؤشراتها هابطة رغم اسمها العريق. وأضاف أن دراسة واقع تلك الشركات الأجنبية يجب أن يكون في وقت طرح المشاريع وليس الركون إلى قياس عراقتها وسمعتها في السوق؛ وقال "يجب أن نراعي عدم الركون للأسماء وإنما الأفعال وواقع الشركات في حينها، فهي تطري علها متغيرات في أوقات بسيطة تجعل أسهمها تهبط في فترة زمنية بسيطة".

وبيّن الطياش أن المشاريع الكبرى القائمة حالياً في المملكة ظفرت بها بعض شركات المقاولات الكبرى فقط؛ واصفاً عدم ظفر بعض الشركات المتوسطة والصغيرة ببعض المشاريع بأنه "لم يصلها الدور حتى الآن".

وأرجع أسباب عدم ظفر بعض شركات المقاولات المتوسطة والصغرى ببعض المشاريع إلى أساسها وقاعدتها، كونها "غير مبنية جيداً" مقارنة بالشركات الكبرى التي تتميز بقاعدة متينة وقوية، ووصف قاعدات الشركات المتوسطة والصغرى بأنها "لا تتحمل المشاريع الكبرى".