أوصت محاضرة علم البيئة الحيوانية بكلية العلوم للبنات بجامعة الملك عبد العزيز فرع الفيصلية مريم صالح الغيلاني الغامدي بخلع النظارة أثناء المكالمة عن طريق الجوال لأن معدن النظارة يزيد من معدل الإشعاع الممتص في الرأس إضافة إلى عدم حمل الهاتف المحمول ملاصقا لأي منطقة في الجسم وخصوصا الخصر لفترات طويلة حيث يؤثر على الأعضاء التناسلية.

وقالت الغامدي في ورقة عمل علمية قدمتها في مؤتمر علمي عقد أخيرا في محافظة الطائف إن جميع أجهزة الجوال تصدر موجات كهرومغناطيسية ولكن تختلف درجة التأثير تبعا لاختلاف معدل الامتصاص النوعي SAR لكل جوال ويمكن معرفة قيمة المعدل ويعرف ذلك من خلال الكتيب الخاص بكل جوال وبينت أنه كلما اقتربت القيمة من 2 كلما كان الضرر أكبر وقبل أن نتحدث عن الأضرار يجب أن يكون معلوما لدى الجميع أن محيطنا يحوي مجموعة كبيرة من الأشعة المختلفة ولكنها غير مرئية بالنسبة لنا لذلك لا ندرك خطرها ومنها الموجات الدقيقة(موجات الهاتف المحمول) والتي تعرف بالأشعة ذات الضرر الخفي.

وأضافت بأن الأشعة الوحيدة المرئية هي أشعة الشمس والتي نلمس وجودها من حولنا لذلك يأخذ الجميع احتياطاته عند التعرض لها ، وقالت إن الثابت علميا أن أقل ضرر ممكن أن يحدث للجسم وخاصة الدماغ هو الأثر الحراري (التسخين أي رفع درجة الحرارة سواء للدماغ أو الأذن أو أي عضو يوضع عليه الجهاز حيث يشعر الإنسان بحرارة وخاصة على الأذن أثناء المحادثة وقد ثبت علميا أن درجة حرارة الدماغ ترتفع أثناء المحادثة مما يؤدي إلى تلف في خلايا الدماغ مع الاستخدام المستمر، مضيفة بأنه ينبغي عند شراء أجهزة الجوال معرفة قيمة تسمى معدل الامتصاص النوعي SAR كما حددتها معايير الصحة العالمية وهي الكمية من الموجات الكهرومغناطيسية المسموح بوصولها للجسم والتي تتناسب مع حجم الجسم والقيمة المسموح بها 2 واط/كجم ، أي أن هناك أشعة فعلية تصل إلى الجسم ولكن ينبغي ألا تتجاوز هذا الرقم ، مضيفة بأن جميع الجوالات تقوم بوضع القيمة ضمن الكتيب الخاص بكل نوع وغالبا لا تتجاوز 2 ولكن بعض الشركات المصنعة تقوم بالتلاعب بهذه القيمة للحصول على تصريح لذلك يجب اختيار الجهاز ذي القيمة الأقل والبعيدة عن 2، وأشارت إلى أنه لم يثبت إلى الآن أن السماعات الخارجية تمنع وصول الموجات للجسم ولكنها تقلل من الكمية التي تصل للجسم ، ويجب عند استخدام السماعات عدم وضعها بدون عازل على معدن السماعة.

وأوصت الباحثة بأنه عند استخدام أي جهاز إلكتروني بالقرب من الجسم فإنه ينبغي الحذر وإبعاده قدر الإمكان عن الجسم لأننا نسلط حرارة عالية القوة على الجسم إضافة إلى أنه عند شراء الهاتف المحمول يجب النظر بالإضافة إلى الشكل والسعر المناسب إلى ما يسمى بأقل قيمة لمعدل الامتصاص النوعيSAR، وعدم الاتصال إذا كانت الشبكة أو البطارية ضعيفة لأن الهاتف المحمول يعمل بأقصى استطاعة له، وإبعاد الهاتف المحمول من جانب الرأس أثناء النوم نظراً لانبعاث الموجات الكهرومغناطيسية منه، إضافة إلى منع الأطفال من استخدام الهاتف المحمول وعدم استخدام الهاتف المحمول أثناء قيادة السيارة نظرا لتأثيره على التركيز الذهني، كذلك عدم وضع الجهاز على جهة واحدة من الأذن أثناء المكالمة واستخدام سماعة الأذن في حالة المكالمات الطويلة والامتناع عن استخدامه عند الإحساس بالحرارة.

وقالت إنه من الضروري أن يكون لدى الوالدين وعي بأخطار الهاتف المحمول على الأطفال ومنعهم من استخدامه لما له من ضرر على المدى القصير والبعيد معتقدة أن سوء استخدام الهاتف المحمول منتشر في المجتمع العربي من الدول الغربية حيث يقنن هناك استخدام الأجهزة الإلكترونية وتوضع غرامات عند سوء استخدامها مثل استخدامها أثناء القيادة مشيرة إلى أنه كلما كان عمر الإنسان صغيرا كان ضرر الجوالات أكبر وخاصة الأطفال حيث تكون خلايا جسمهم في مرحلة نمو وتتضرر بسرعة من أي مؤثر، كما أن كمية الموجات الممتصة أكبر، وأشارت إلى أن المسؤولية تقع على الوالدين حيث ينبغي منع الأطفال من حمل الجوال وخاصة للعب، فيمكن للطفل اللعب بطرق أخرى أكثر أمنا من استخدام أجهزة إلكترونية لفترات طويلة.

مضيفة بأنها لاحظت أثناء إجراء تجاربها على الحيوانات كانت تنتابها حالات عصبية وبدأت في الشجار فيما بينها عند عمل الجوال وتعود للهدوء بمجرد إزالة الجهاز عنها، وبالرغم من أن البحث أجري على حيوانات التجارب إلا أنه أثبت وجود أضرار بالغة على الأعضاء المختارة في البحث وخصوصا الدم والخصية، ولا يمكن التنبؤ بمقدار الضرر على الإنسان مع الاستخدام المستمر.