يبدو أن قلم الرصاص من الأبجديات المهمة التي يجب أن يتبناها أصحاب المعالي والسعادة في وزاراتنا وهيئاتنا الحكومية خلال حياتهم العملية المكللة بالكثير من المشاريع في حياتنا نحن كمواطنين، فهو مفيد في توقيعاتهم ودراساتهم على مشاريعنا الوطنية وتبنيها وبجانبها أرقام بخانات غير معدودة من الأصفار، فمع قلم الرصاص ليس على أحدهم إلا أن يمحو ما يكتبه نهارا على مكتبه أو في صالة الاجتماعات متى ما رغب في تغيير رأيه أو اكتشف أنه استعجل فيما خطه "قلمه الأزرق" نهارا! كما يمكنه من محو توقيعه وتوصياته متى ما تم اكتشاف تأخر المشاريع أو تغيير مواصفاتها أو الأرقام مع الأصفار الموجودة في خاناتها لأخرى تتناسب مع تغير الظروف والزمن والحال! كما أن قلم الرصاص "أنيق" أيضا ونستخدمه في كتابة المسودات بأريحية دون قلق، ولهذا أقترح أن يستبدلوا القلم الأزرق الذي قد يكون "ماركة" يكلف "ميزانية" الوزارات وحبره "أصلي" الذي لا يمكن محوه أمام لجنات التحقيق وهيئة مكافحة الفساد؛ بقلم رصاص في توقيعاتهم على كافة الأوراق الرسمية ومخاطباتهم، فببساطة لن يحتاج لأكثر من "محاية أبو ريال" كي يمحوا ما يحتاجون محوه دون الحاجة إلى "تزوير" أو تغيير قد يورط بعضهم إذا ثبت "الحبر الأزرق" على الورق وتبينت صحته في محاكمات تطول وتطول، تصيبهم بأزمات نفسية صعبة وتُخسرهم غرامة كبيرة قدرها 1000ريال فتؤثر بقوة على حساباتهم البنكية الممتلئة بخانة "الأصفار"!

إذا ومنعا للإحراج يا جماعة الخير؛ أقول: "استعينوا بقلم الرصاص ومحاية أبو ريال"، خاصة أن قضايا الفساد التي ثبت فيها القلم الأزرق والحبر الأصلي؛ باتت مكشوفة أمام المواطنين، فقبل الأمس كشفت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد "أنها وضعت أيديها على عدد كبير من المشاريع المتعثرة والمنفذة بما يخالف المواصفات" وذكرت في بيانها "أن بينها مستشفيات وطرقا ومراكز صحية ومشاريع صرف صحي" ولاحظت أن بعض المشاريع لا تنفذ وفقا للمواصفات والعقود التي تبرم بشأنها، وأن هناك ضعفا في التنفيذ، كالتصدعات والتشققات والهبوط في الأرضيات" يا عيني عليهم" إلخ.. ولهذا أعود وأقول: إن من فوائد قلم الرصاص أنه يُمكن أن يكتبوا به نهارا ثم يستعينوا بالممحاة "أبو ريال" ليلا دون لف ولا دوران، وعلى المواطنين المتضررين اللجوء إلى "شاي أخضر بالنعناع" مع "كم قطرة من ليمون حامض" ويا دار ما دخلك شرّ ولا فساد!