الإعلام الوطني هو الإعلام الذي يتخذ الموضوعية والمصداقية والشفافية هدفًا وممارسة, وهو الذي يفرق بين النقد و(المنقود)، وهو الصورة التي ترى بعيون وطنية واضحة الرؤية, هو من يُسمع الصوت الوطني صداه، ليكون وقعه في أذن ابن الوطن، على أنغام (سارعي للمجد وللعلياء). الإعلام الوطني من يعنيه الشعب والقيادة والسيادة، ويعنيه التاريخ والجغرافيا، وتعنيه قدسية هذه الأرض ومشاعر أهلها. الإعلام الوطني هو من تشم في رائحة أوراقه الخزامى، وفي ألوان أقلامه زرقة سماء نجد الصافية، وفي شموخه وترفعه علو جبال السروات، وفي احتفائه بالمنجزات الوطنية احتفاء أهل الحجاز بضيف رحمان، أو أهل الشمال والشرق بضيف مكان. الإعلام الوطني هو من تكون كلمته سيف حق لا يضرب به إلا باطل. الإعلام الوطني هو الصورة النقية بعيدا عن تصفية الحسابات وتلفيق الافتراءات, وهو بلسم كلمة وحسن خلق ورسالة مخلصة تعالج بلا إيذاء. الإعلام الوطني لا يتخذ السلبية غاية، ولا الإثارة وسيلة، ولا تثار من خلاله فتنة ولا تؤجج بواسطته مشكلة. الإعلام الوطني أحد مقومات الأمن والاستقرار، فلا يرفع ـ بدعوى الحرية ـ من خلاله إلى الواجهة الإعلامية كلّ مخالف ليمارس غايته السلبية وتوجهه المشبوه, ولا يحجب من خلاله واقع وحقيقة أخطاء بشرية وخدماتية. الإعلام الوطني هو صورة الحقيقة وصوت الحقوق وقلم الحق.
أما الإعلاميون الوطنيون فهم من يستشعرون أمانة الكلمة، فتجدهم هم خط الدفاع الأول عن الوطن، لا خط الهجوم عليه, هم من يعون أبعاد الكلمة، في زمن أصبحت الكلمة تخلق أزمة وتصنع كارثة, وأصبح (هاشتاق تويتر) يقود رأيا ويؤثر على قرار.
وفي أزمة جامعة الملك خالد، أثبت الإعلام السعودي الرسمي موضوعيته واستشعاره لأهمية الحدث، فنقل الصورة للمواطن كما هي، بعيدًا عن الزيف والمبالغة والتشويش والتعتيم, ومارس دوره بكل مسؤولية واحترافية، فكان جزءًا من إظهار جذور المشكلة، وكان جزءًا من حلها، وكان إعلامًا وطنياً، يعكس الصورة الأخلاقية لوطن لا يساوم على كرامة الإنسان ولا على حقوقه.
تتويت:
الشعور الوطني العالي لطلبة وطالبات جامعة الملك خالد، والحس الإعلامي الوطني الشفاف للإعلام الرسمي قطعا الطريق على كل الأعداء والمغرضين والمحرضين ومروجي الإشاعات وصيادي المياه العكرة.