بلغت المشاحنات في الوسط الإعلامي أفقاً غير مسبوق، ينذر بما لا تحمد عقباه، ويؤكد أن بوصلة الإعلاميين الرياضيين لا تتجه حيث يجب أن يكون المؤشر، وأن السجالات، والانتصار للذات، والشخصنة، طغت على كل دور آخر يفترض أن يلعبه الإعلام، وأن يقدمه كمهمة أولى.

بعض برامجنا التلفزيونية باتت تحفل بما يشبه المبارزات الكلامية فيما لا يليق، والغريب أن كثيرين يعدون الأمر إثارة، فيما هو في حقيقة الأمر مجرد غسيل ينشر على الملأ دون مراعاة أن هذا الجهاز الخطير يخترق بيوتنا بلا استئذان، ويفرض نفسه شئنا أم أبينا شريكاً في تربية أطفالنا، وتهذيبهم، وتعويدهم أساليب الحوار والاستماع للآخر والرد عليه.

في الجلسات الخاصة، يمكن لأي كان أن يمارس هواية كيل التهم والانتقاص من الآخرين، والإساءة للجميع لو شاء، لكن في منبر إعلامي، تبدو المسؤولية مضاعفة، وما تطلقه الشفاه لايذهب في الفراغ، وإنما يستقر في العقول والأذهان، وأجهزة الرصد والتوثيق.

في وسطنا الإعلامي هامات كبيرة، ورجال يستحقون أن يشكلوا مرجعيات أخلاقية في المهنة، وهؤلاء مطالبون اليوم، بمحاولة رأب الصدع، والتدخل لكبح الجماح الذي انفلت من العقال.

وحتى لايكون التدخل على طريقة "تبويس اللحى"، لابد أن يأتي في إطار تعاون مشترك يمنح هذه اللجنة، أو أياً كان مسماها، طابع الرسمية، عبر اعتمادها من الرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الإعلام وهيئة الصحفيين، تكون مهمتها مراقبة التعاطي في علاقة زملاء المهنة، ومنع الانحرافات في هذه العلاقة، والمحافظة قدرالإمكان على ذائقة المتلقي فيما يتعلق بهذه العلاقة.