استطاع الملتقى الأول للفنون التشكيلية الذي ينظمه فرع جمعية الثقافة والفنون بنجران حاليا، تحقيق أول أهدافه التي تصدرت كلمة مدير الفرع محمد آل مردف، وهو "جمع المبدعين في الفنون وإبراز إنتاجهم مع تبني المواهب الشابة". ولعل أبرز ما ظهر في افتتاح الملتقى مساء أول من أمس بحضور وكيل إمارة منطقة نجران عبدالله بن دليم القحطاني، هو التجربة اللافتة في تمازج الفن المسرحي مع الرسم والنحت، حيث انطلقت الفعالية بمشهد مسرحي قصير عن معاناة الفنان في الوصول للقمة وإصراره على تجاوز كل العقبات الذاتية والخارجية. ثم بدأت رحلة الغوص في المستقبل وربما الخوف منه، التي تجلت في الكثير من لوحات المعرض التشكيلي /النحتي، وذلك بتجاور العمل الفني النحتي مع اللوحة التشكيلية، وتكاملهما في إيصال رسالة فكرية وفنية معينة كما فعل النحات سعيد الزهراني الذي قدم أعمالا كشفت حقيقة فكر التطرف وأخرى ترمز إلى "حرية التعبير". ولعل اللافت هنا أن معظم المشاركين جمعوا بين الرسم والنحت كحالة نادرة.
فأولى لوحات المعرض للفنان سلطان القرعاوي تعطي دلالة على أن الفنانين انطلقوا للمستقبل بعد "فك القيود" النابعة من الذات أو بسبب العوامل الخارجة عن إرادة الفنان، حسب ما قاله لـ"الوطن" وهو يشير إلى اللوحة، وبجوار لوحته يتدلى "قيد" آخر من منحوتة فنية للفنان حسن آل شريه، الذي حضر بقوة في المعرض من خلال لوحات "سيريالية"، تلتقي مع أعمال الفنان مانع صيصان في نقطة "التيه" والبحث عن الذات في "صحراء وليل" الحياة، وهو ما يتجلى أيضا في إحدى لوحات الفنان حمد آل منصور. أما استخدام الألوان بحرفية وعمق فيظهر في معظم أعمال الفنان عبدالله مشبب وكأنه يمس الفرشاة ليقول أشياء كثيرة. ولأن نجران منطقة ذات عمق تاريخي برز استخدام مكونات التراث في مجسمات جمالية أخرى لـ"حسن آل شريه" ذكر أنه قدمها لأمانة المنطقة ولم يتلق أي جواب حول تنفيذها حتى الآن. أما الفنان علي مجمل فركز في استخدامه لمكونات التراث على جعل الرمز التراثي فعلا يوميا متحركا لا يندثر، وهو ما ظهر كذلك في لوحات محمد مانع الغباري، وعبدالله الشهري اللذين انطلقا من عمق تاريخ نجران. المعرض كشف كذلك عن إبداعات لافتة للفنانين فلاح ضاوي ووائل شملان وسالم مهتم وسالم الغامدي وحمدان الزهراني وعيسى جحاف وسامي الغامدي وغيرهم. وحضر من القطيف ضيوف على الملتقى يتقدمهم الفنان عبدالعظيم الضامن بصحبة عدد من الفنانين والفنانات.