فيما نفى رئيس الجمعية التعاونية الزراعية بمنطقة المدينة المنورة المهندس حمود الحربي وجود أي مشكلة في شحن الشعير داخل المملكة، حمل رئيس الجمعية بالجوف مكي الرويلي متعهدي النقل مسؤولية ارتفاع الأسعار، مطالبا بالسماح لناقلين من خارج المملكة بالعمل في هذا المجال لحل أزمة النقل والسيطرة على الأسعار.

وقال مدير عام الجمعيات التعاونية بوزارة الشؤون الاجتماعية سعد الشايكي خلال ورشة عمل عقدها مجلس الجمعيات التعاونية بالتنسيق مع وزارة المالية أمس في الرياض، إن الاجتماع بحث آليات توزيع الشعير في جميع مناطق المملكة من خلال 45 جمعية تعاونية.

وأضاف "دعونا أعضاء الجمعيات لأخذ ما لديهم من آراء ووضع آلية مناسبة ليصل الشعير بيسر وسهولة وبسعر مناسب ولبحث أفضل الطرق للقضاء على المشاكل، وخرجنا بأفكار ورؤية مناسبة نصل بها إلى تصور أفضل لحل أزمة الشعير".

وأوضح رئيس حماية المستهلك الدكتور ناصر التويم أن المجلس تحمل مسؤولية إدارة وتوزيع الشعير لتجاوز هذه الأزمة.

وقال التويم "المجلس وضع خطة وجدولا زمنيا وبدأ قبل أسبوعين في تنفيذهما بالمدينة المنورة ونجحت التجربة إلى حد ما، والآن نعمل على وضع خطط استراتيجية لتوفير الشعير في باقي مناطق المملكة متفائلين بحل الأزمة.

وأضاف "سوف تواجهنا بعض العقبات مثل توفير النقليات وإدارة المخزون ولكن مع الوقت سنتغلب عليها".

وأشار إلى أن المجلس سيعمل مع شركات الأعلاف لتحقيق التنويع وإيجاد كميات أخرى من الأعلاف المركبة كغذاء صحي للمواشي .

وأبان أن المملكة تستورد تقريبا 50% من الإنتاج العالمي للشعير بما يصل إلى 7 ملايين طن، مشيرا إلى أن ذلك أدى إلى استغلال البعض والتلاعب بالكميات والأسعار، مؤكدا أنه بالتعاون مع عدة أطراف من وزارة المالية والشؤون الاجتماعية والجمعيات سوف يتم حل المشكلة في أسرع وقت .

وقال إن الحكومة تقدم دعما مرجحا بحيث إذا زادت الأسعار العالمية فإنها سوف تتحمل الفارق بحيث لا تتعدى الأسعار 40 ريالا، متوقعا أن تنتهي الأزمة قريبا.

من جانبه نفى رئيس الجمعية التعاونية الزراعية بمنطقة المدينة المنورة المهندس حمود عليثة الحربي وجود أي مشكلة في الشحن ، وقال "لا توجد أزمة شعير ولا يوجد صراع بين الجمعيات والناقلين والمواطنين".

وأوضح الحربي أن الناقلين لهم جداول محددة لضمان وصول الشحنة التي تنقل في الوقت المناسب من خلال السيارات المرقمة ومن خلال الأمن المتوفر لمراقبة هذا العمل.

في المقابل طالب رئيس مجلس الجمعية التعاونية بالجوف مكي مناحي الرويلي بالسماح بالتعاقد مع ناقل من خارج المملكة لحل أزمة النقل والسيطرة على أسعار النقل العالية.

وأفاد الرويلي أن الناقل يأخذ ثلاث ريالات ونصف الريال وسعر الشراء من الراجحي بـ 36 ريالا مما يضطر التاجر أحيانا للبيع بخسارة، مطالبا بتخفيض السعر ريالين أو السماح بالبيع بسعر يحقق ربحا معقولا للجميع.

وقال "في منطقة الجوف يأتينا الشعير عن طريق ناقل وحيد من ميناء جدة، ويأخذ ثلاث ريالات ونصف الريال وبالتالي لم يتبق لنا أي هامش ربح مما يعرضنا للخسارة"، مبينا أن الجوف منذ 12 يوما لم تصلها حبة شعير.

في السياق ذاته قال مدير جمعية رياض الخبراء عبدالله الحبيب إن الشعير غير متوفر في معظم مناطق المملكة والأسباب كثيرة منها توقيف 12 شركة للنقل والاعتماد على شركة واحدة، مشيرا إلى أنه لو أسند البيع إلى الجمعيات لاختفت هذه الأزمة وتوقف التلاعب بالأسعار.

وأكد الحبيب أن النقل يشكل مشكلة رئيسة لأن قيمة الشعير 36 والنقل 4 ريالات في هذه الحالة لن يتبقى شيء للربح خاصة أن البيع يجب أن لا يتجاوز 40 ريال.

وذكر أنه بحكم المسافات الشاسعة للمملكة يجب أن يكون هناك مجال لفارق السعر حيث لا يمكن المساواة بين من تبعد مناطقهم عن الميناء آلاف الكيلومترات ومن هم قريبون من الميناء.

وذكر أن من أسباب الأزمة أيضا، ما يقوم به الأفراد من تلاعب وبيع في السوق السوداء ، مبينا أن الجمعية تبذل جهودا كبيرة للحد من التلاعب وقد فتحت نقاط بيع في عدة أماكن وأي بيع يكون بحضور الشرطة.