لا أحتاج للقول إن الوزير الشاعر غازي القصيبي ـ رحمه الله ـ كان من أكثر مسؤولي الحكومة تفاعلا مع الرسوم الكاريكاتورية.. كلنا نتذكر تعقيباته على الزملاء رسامي الكاريكاتير.. وإن لم أكن مخطئاً، فقد كان الفقيد الراحل يأمر بوضع بعض الرسومات الكاريكاتورية في ممرات الوزارة.. ومنذ رحيله توقفت التعليقات والتعقيبات على زملائنا رسامي الكاريكاتير.. كان الراحل يدرك قيمة فن الكاريكاتير.. وأثره البالغ كرصاصة دون صوت ودون تعليق!

وفن الكاريكاتير رجالي بحت ـ أمية جحا ربما تكون الاستثناء العربي الوحيد ـ غير أن رسام الكاريكاتير لا يقل أهمية عن كاتب المقال.. وكما أن هناك قارئا يحرص على قراءة هذا المقال فهناك قارئ آخر يحرص على مطالعة الرسم الكاريكاتوري المجاور.. رسام الكاريكاتير ناقد مؤثر، يعاني يوميا ككاتب المقال.. يبحث عن الفكرة باستمرار.. غير أن رسمة كاريكاتير واحدة كالومضة الخاطفة، تغني أحياناً عن مقالات الصحيفة بالكامل.

قرأت ـ لا أدري أين ـ أن الرئيس الأميركي ترومان قال: "لا أخاف إلا من الموت ومن رسامي الكاريكاتير"!.. ولا غرابة؛ فللرسم الكاريكاتوري أثره الكبير.. ولو لم يكن كذلك فعلاً لما قُتل ناجي العلي وكُسرت أصابع فرزات! وعلى الرغم من كون ارتباط فن الكاريكاتير بالصحف يشكل عقبة تحد من انتشاره، إلا أن العقبة الأبرز هي التجاهل القاتل الذي يعيشه رسام الكاريكاتير في بلادنا على الرغم من قيمته.. لمحة سريعة تكشف لكم أنه يفتقد أي حضور في كافة المهرجانات والمناسبات الإعلامية أو الثقافية في الداخل والخارج.. شخصيا لا أعرف السبب.. إذا عرفتم السبب أخبروني!