بعد ثلاث سنوات من الدراسة والتخطيط والصياغة وإعادة الصياغة من قبل فريق شكلته وزارة الثقافة والإعلام صدرت اللائحة الأساسية للأندية الأدبية، وقد أشبعت مراجعة وتمحيصا وشدا وجذبا مع جهات أخرى معنية أيضا بأمر اللائحة،

بعد ثلاث سنوات من الدراسة والتخطيط والصياغة وإعادة الصياغة من قبل فريق شكلته وزارة الثقافة والإعلام صدرت اللائحة الأساسية للأندية الأدبية، وقد أشبعت مراجعة وتمحيصا وشدا وجذبا مع جهات أخرى معنية أيضا بأمر اللائحة، لأنها ستنغرس في عمق الحراك المجتمعي، ولن تنفذ بمنأى عن طبيعة وثقافة العمل المؤسسي السائد، وفي حدود المسموح به، ولكنها في آخر الأمر، وبعد طول مخاض، صدرت، وتصدرت!
والواقع أن أيا من المثقفين المهتمين أوالمتابعين لمسار اللائحة، لم يفاجأ بها على صورتها الحالية بعد أن سربتها بعض الصحف قبل عامين خلال الاجتماع الذي دعت إليه الوزارة بحضور رؤساء الأندية الأدبية في نجران وتمت مناقشتها وإقرارها، ولم يطرأ عليها أي تغيير عدا بعض التعديل الطفيف في شرط من شروط العضوية بحيث أصبح النشاط الأدبي (الشعر، والنقد، والقصة، والرواية، وغيرها من الأجناس الأدبية) وليس فقط النشاط التخصصي شرطا أساسيا لنيل العضوية. وهذا ما أثار الكثير من التساؤلات عن سبب تأخر صدور اللائحة التي كان من المفترض صدورها قبل انتهاء فترة الأربع سنوات، لإعطاء الأندية وقتا كافيا لفتح باب العضوية، وتشكيل الجمعيات العمومية كما تنص اللائحة، مما اضطر الوزارة في عهد الدكتور عبدالعزيز خوجة للتمديد لأعضاء مجالس إدارات الأندية التي انتهت مدتها، فلماذا لم تصدر اللائحة في وقتها؟ وهل كان لهذا التأخير علاقة بأسباب استقالة السبيل، عراب هذه اللائحة وفارسها الذي ظل يراهن على الانتخابات في كل تصريحاته، وفي كل مناسبة ثقافية يفتتحها، وبكل ثقة، إلى أن فاجأنا باستقالته؟
لم يخف الكثيرون، وأنا منهم، سعادتهم ببقاء مادة الانتخابات، حيث جاءت محملة بثلاث عشرة مادة متعلقة بالجمعية العمومية التي ترسم سياسة النادي، وتراقب تطبيق لوائحه. ولئن استغرقت اللائحة أكثر من اللازم فذلك لأنها كانت في مخاض عسير لإنهاء الإجراءات التي من المؤكد ارتباطها بجهات أخرى أساسية، فهل سترى الجمعيات العمومية في الأندية الأدبية النور، وتنير ردهاتها، وتنعش حلم مؤسسات المجتمع المدني التي انتظرها المثقفون طويلا؟ ولا يجب أن أغفل هنا تلك الجمعيات التي أسستها الوزارة الواحدة تلو الأخرى مثل جمعيات المسرح والفن التشكيلي والتصويرالضوئي والخط العربي، التي لا أنكر أنها خفت من حنقي على الوزارة لعدم تعيين المرأة في مجالس الإدارة ضمن زمرة العشرة المبشرين، لأنها تؤكد توجه الوزارة منذ البداية نحو الانتخابات.
بقي أن تفعل هذه اللائحة خاصة مادة الانتخابات، وألا تقفل، وبين التفعيل والتقفيل لبس لا يصلحه إلا العارفون بمصطلحي التصحيف والتحريف، وقد تعلمته من الدكتور عبدالعزيز التويجري من خلال إدماني على مشاهدة الثقافية كمستشارة في الوزارة إياها! وأصابني الهلع من هذا التشابه التصحيفي في تشكيل الكلمتين.
(وآه يا خوفي من آخر المشوار!)