السكوبي يؤكد تعرض الموقع للسرقة قبل أكثر من 15 قرناً
تقوم هيئة السياحة والآثار بعمليات حفر وتنقيب في عملية إنقاذية لموقع أثري في محافظة تيماء بمنطقة تبوك يعود للقرن الأول قبل الميلاد حيث وجود هذا الموقع داخل أحد الأحياء السكنية الجديدة يعرضه لخطر الإزالة أو التخريب غير المقصود من قبل سكان حي النسيم بتيماء الذين بدؤوا في بناء أراضيهم حديثاً، وقد عثر في هذا الموقع على مباخر وأوانٍ فخارية وحلي تعود إلى ثلاثة آلاف سنة.
ويقول المشرف على عمليات الحفر والتنقيب الإنقاذية من قبل هيئة السياحة والآثار الدكتور خالد بن محمد السكوبي المتخصص في الآثار وعلم الكتابات العربية القديمة إن عمر الموقع يقدر بثلاثة آلاف سنة. أخصائي الآثار مدير متحف الآثار بمحافظة تيماء محمد حمد النجم قال إن المحافظة تحوي أكثر من 300 موقع أثري تعد من المواقع الأثرية المهمة بسبب وقوع تيماء في أحد أهم الطرق التجارية في جزيرة العرب، مشيراً إلى أن المتحف التابع لهيئة الآثار والسياحة بتيماء يقدم الدعم والمساندة للفريق المتخصص الذي قدم من الرياض.
ويؤكد السكوبي أن الموقع الذي يحتوي على مجموعة من القبور عائدة لإحدى الممالك العربية تعرض للنهب والسرقة قبل أكثر من 15 قرناً، حيث إن الفريق الذي يضم ستة أخصائيين سعوديين في علم الآثار وصل إلى الموقع منذ أسبوعين، وكان الموقع عبارة عن قبة ترابية كشفت عن عدد من القبور المبنية بالأحجار على أشكال مربعة طول ضلعها متران ونصف المتر، ويصل في بعضها إلى ثلاثة أمتار مغطاة بقطع صخرية كاملة بطول متر وعرض 60 سم تقريباً، وباب جانبي للقبر يتم سده أيضاً بالطريقة ذاتها، ثم تدعيمها بالطين المخلوط بالرماد.
وأكد السكوبي أن الفريق عثر على العديد من الأواني الفخارية المزخرف بعضها من الخارج والداخل بألوان زاهية ورسوم نباتية، وكذلك عثر على سهم برونزي بطول 10 سم، كما عثر في قبر يعتقد أنه لامرأة على عقد من البرونز أيضاً.
ووجدت أيضاً المباخر الفخارية بكثرة في القبور التي تتجه أبواب بعضها إلى الشمال والبعض الآخر إلى الشرق.
ويرجع السكوبي سبب سرقة محتويات هذه القبور إلى أن العرب القدامى كانوا يضعون بعض مقتنيات الميت معه من حلي وعدة حرب وأوان فخارية في قبره بحسب معتقداتهم في ذلك الزمن، مرجحا عدم تعرض هذه القبور لأي سرقة في العهد السعودي، وقال إنه سيتم توثيق الموقع وكل مقتنياته ودراستها وربما سيزال بعد ذلك لوقوعه في أحد شوارع حي سكني داخل تيماء.
وذكر السكوبي أن الفريق بدأ الآن بعمليات التنقيب الدقيقة التي تحتاج إلى مزيد من الخبرة والصبر وأنهم وصلوا في حفرياتهم إلى الطبقة الأصلية للموقع وسوف يستمر العمل لأسبوعين آخرين.