مشكلة البرامج الرياضية لدينا، بمذيعيها، ومُعديها، ومقدميها، أنها لا تعرف أن تسأل الجمهور الرياضي إلا الأسئلة التالية البالية: من تتوقّع يفوز في مباراة اليوم ؟ كم تتوقّع النتيجة؟ من يسجّل أهداف المباراة؟
مشكلة البرامج الرياضية لدينا، بمذيعيها، ومُعديها، ومقدميها، أنها لا تعرف أن تسأل الجمهور الرياضي إلا الأسئلة التالية البالية: من تتوقّع يفوز في مباراة اليوم ؟ كم تتوقّع النتيجة؟ من يسجّل أهداف المباراة؟
تدور الكرة الأرضية، ويتعاقب الليل والنهار، وتتغيّر الأزمان، وتتطوّر القنوات والبرامج والمذيعون، وبرامجنا الرياضية، تسأل الأسئلة الثلاثة نفسها.
تقوم الثورات العربية، وتجلس الثورات العربية، ويتغيّر التاريخ، وتتغيّر قسمات وجه الحياة، وبرامجنا الرياضية، تعيد الأسئلة الثلاثة نفسها.
يتزحزح رؤساء دول، ولا يتزحزح الميكرفون في برامجنا الرياضية عن الأسئلة الثلاثة، ولا حتى تزيد سؤالاً رابعاً. مشكلة الإعلام الرياضي، وبالذات ما يخص الجانب المرئي منه، من قنوات رياضية محلية، أنها تتعامل مع مشاهدها بغباء في الأسئلة، وبتقزيم واضح لفكر المتلقي الذي يشاهدها، أو الذي تلتقيه في الشارع، وتعيد عليه الأسئلة الثلاثة نفسها.
الله يعلم أنني أخجل من قنواتنا الرياضية المحليّة، كلّما شاهدت عمق الطرح وثراء البرامج وتنوّعها، في قنوات رياضية أخرى، لا تحلم بنصف ما يُصرف من مال، على قنواتنا الرياضية المتهالكة، فكراً وطرحاً وتخطيطاً، وخرائط برامجية، هذا إن كان لها خرائط. مشكلة قنواتنا الرياضية المحليّة، أنها تتعامل مع مشاهدها على أنه أصغر منها، والحلّ الواحد والوحيد لتطويرها، هو أن تتعامل مع مُشاهدها على أنه أكبر منها. لم أستغرب، أن يخرج أحد مذيعي القناة الرياضية السعودية، في تغطية الأسئلة الثلاثة، قبل مباراة الاتفاق والهلال الأخيرة على كأس ولي العهد، ثم ينفرد بالفنان محمد عبده في أحد المطارات، ويسأله: من تتوقع يفوز في مباراة الكأس، الهلال أم الاتفاق؟ لتأتي الإجابة الطّامة: والله أتوقع يفوز الأهلي إن شاء الله.
طبعاً محمد عبده، ليس حُجّة في هذا المجال ولا مثالا، خاصة إذا ما علمنا أنه صاحب مقولات غريبة.