في الشهر نفسه من عام 2003 الذي تسلق فيه ذلك الجندي الأميركي تمثال صدام حسين وسط بغداد ووضع عليه علم أميركا إيذاناً ببدء مخطط الشرق الأوسط الجديد، كانت مؤسسة راند للأبحاث التابعة للبنتاغون والسي آي إيه الصهيونية الهوى تفتح أول فروعها في الشرق الأوسط.
لم يمضِ في تلك الأيام عام على توصية رفعها أحد الباحثين الكبار في راند يوصي بدعم تقسيم السعودية.. في الشهر نفسه أبريل من عام آخر هو 2007 أطلقت راند مشروعها الكبير عبر تقريرها أنه لا بد من بناء شبكة مسلمة مودرن لتحقق مصالح أميركا وتقود التغيير في العالم الإسلامي من الأطراف وصولا إلى القلب على أن تكون هذه الشبكة معادية ومشككة لما وصفه التقرير بالإسلام السعودي.. وأعطت مثالاً لمن يعتمد عليهم كبعض في النموذج الجديد كإسلاميي تركيا وتونس (أتذكرون الغنوشي).. مواصفات وضعها التقرير لرواد التغيير لا تنطبق إلا على الإخوان المسلمون وكان البحث عن وسيلة إعلامية تمرر المخطط سهلا، فالمسافة لا تتعدى عشرة كيلو مترات بين مقر راند في الشرق الأوسط والقناة الخادمة للمخطط.
وجاء الربيع في 2011 كما يشتهون، وسيطر الإخوان في أغلب الدول وبدأ تطبيق ما خطط له؛ فالعراق مقسم من قبل، والسودان مقسم، وليبيا نزاعات، واليمن صراعات، وسورية ما يشبه الحرب الأهلية، لكن الأهم عندهم في ربيعهم هو تدمير وتقسيم دولتين هما: مصر والسعودية، لذا أصدرت راند توصية قبل ثلاثة أشهر بإقامة دولة مستقلة للأقباط في مصر ليبدأ تقسيمها.
مخطط الفوضى الخلاقة هو أن تكون في 2011، عقلاً في مراكز الأبحاث الغربية (ليست راند وحدها) وروحاً في الإخوان المسلمون. فرحت بعض الشعوب المقهورة بالربيع العربي، وهذا حقهم وشأنهم ونحن نخاف على وطننا وهذا حقنا وشأننا.
سيقول بعض إن هذا التطابق بين ما خطط له في مراكز الأبحاث منذ سنوات والواقع الحالي صدفة، يا لها من صدفة.. الأسبوع القادم سأنشر عن صدفة علاقة ربيع التقسيم بإسرائيل... وستصدمون من الصدفة القادمة.