يقول الخبر الذي نشرته 'الوطن' أمس: إن بعض الشباب في مدينة تبوك قاموا بتهيئة ساحات المساجد، المخصصة لمواقف السيارات، بالقوائم وخططوها بالطلاء الأبيض لتكون ملاعب كرة قدم لهم.

يقول الخبر الذي نشرته الوطن أمس: إن بعض الشباب في مدينة تبوك قاموا بتهيئة ساحات المساجد، المخصصة لمواقف السيارات، بالقوائم وخططوها بالطلاء الأبيض لتكون ملاعب كرة قدم لهم.
الخبر نقل أيضاً رفض إدارة الأوقاف لهذا التصرف، وسعيها لمنع هذه الملاعب حفاظاً على المساجد والمصلين.
الجانب الآخر من المشكلة، يكشف عن غياب الأماكن المخصصة للشباب داخل الأحياء، وربما هي القضية الرئيسة التي يعاني منها الشباب في كل مدن المملكة.
تبقى لدينا الفراغ الذي قال عنه سيدنا عمر بن الخطاب أحذركم عاقبة الفراغ، فإنه أجمع للأبواب المكروهة من السُكْر.. هو ذاته الفراغ الذي يقف خلف معظم قضايا الشباب؛ تعاطي المخدرات، وممارسة التفحيط، والمعاكسة...إلخ.
غياب الأماكن والأنشطة التي تستوعب فراغ وطاقات الشباب، هو الذي قاد مجموعة منهم للمبادرة بصنع ملعب كرة قدم في الفراغ الوحيد الذي وجدوه في أحيائهم التي تجاوز مخططوها، وربما نسوا، أن نسبة الشباب في المجتمع تتجاوز الـ 70%.
المؤلم في الأمر، أن هذا التجاهل ما زال مستمراً، فالأحياء الجديدة أيضاً لم تستوعب الشباب، ولم تترك لهم فراغاً يستوعب طاقاتهم، وحتى ذلك المكان الذي أتاحته لهم الصدفة كمواقف للمساجد، وبدأوا يستثمرونه بأحلامهم الصغيرة كملاعب لكرة القدم، أصبح الآن محرماً عليهم.
هل سقط الشباب سهوا من خطط التنمية؟ أم أن خطط التنمية لم تستوعب الإنسان بقدر استيعابها للمكان؟.. وهل ندفع الآن ضريبة تجاهل، الشؤون البلدية والقروية، ورعاية الشباب، والشؤون الاجتماعية، لاحتياجات الشباب؟.
ستبقى هذه الأسئلة معلقة بالطبع، إلا أن الأمل ما زال قائماً في أن نرى حراكاً جدياً نحو توفير مساحات لتكون متنفساً لشباب الحي، تنشأ فيها ملاعب صغيرة، تستوعب طاقاتهم المهدرة، وتحفظهم من متاهات الفراغ ودروبه.