بعد أيام من الشائعات واللغط والقلق؛ خلصت تصريحات مسؤولين في المنطقة الشرقية إلى براءة غاز النيتروجين من أية آثار مُضرة على البشر والشجر، بعد أن تسربت كميات من الغاز من أنابيب شركة أرامكو السعودية، منذ السبت الماضي، ووصلت رائحتها بشكل لافت في مدن رأس تنورة وصفوى والقطيف وجزيرة تاروت وسيهات والدمام والخبر، مُحدثة موجة من القلق بين المواطنين، خاصة مع تحريك الرياح لروائح نفاذة في المدن الساحلية.
وبعد تصريح الدفاع المدني الذي نشرته الوطن السبت الماضي، وأكد سلامة الغاز؛ قال مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة بالمنطقة الشرقية سعد بن عبدالله المقبل أمس لـ الوطن أيضاً إن غاز النيتروجين الذي انتشر في أجواء المنطقة نتيجة تفريغ بعض الأنابيب التابعة لشركة أرامكو السعودية، مطلع الأسبوع الحالي، وشعر به سكان مدن رأس تنورة والقطيف والدمام والخبر ليس له أي تأثير في إنبات البذور بصفة عامة. وأضاف المقبل أن غاز النيتروجين يمثل قرابة 80 % من مكونات الهواء الجوي ويعتبر من العناصر المهمة في تغذية النباتات وتحتاجه بكميات كبيرة، حيث يمثل القدر الأكبر للمكونات العضوية الأساسية في النبات التي تشمل البروتينات والأنزيمات والأحماض النووية والكلوروفيل. لكن المقبل حذر من مصادر الدخان الأخرى مثل الأفران وآلات الاحتراق الداخلي، مشيراً إلى تأثر كثير من النباتات بها، من بينها الفاصوليا والطماطم ويكون ساما على تركيز 2إلى 3 أجزاء من المليون، ويسبب ابيضاضاً ولوناً برونزياً للنباتات ويظهر تأثيره مشابهاً لما يسببه غاز ثاني أكسيد الكبريت في التركيزات المنخفضة ويعمل على تثبيط نموالنباتات.
إلى ذلك أكد الناطق الإعلامي بالدفاع المدني بالمنطقة الشرقية المقدم منصور الدوسري أن إدارته بحثت المشكلة بعد تلقّي بلاغات متكررة من مواطنين، مضيفاً أن الدفاع المدني أجرى اتصالات بشركة أرامكو باعتبارها مصدر انبعاث الغازات، وقال أكدت الشركة بدورها أنها تقوم بعملية تفريغ لغاز النيتروجين من أحد الأنابيب وهو غاز خامل وغير ضار.
وكانت جهات حكومية رصدت عبر مراصدها الجوية السبت الماضي انبعاث غازات غير مألوفة في سماء المنطقة بعد بلاغات من مواطنين نتيجة استنشاقهم لهذه الغازات، وقامت أجهزة الرصد بتحليل عينات من الهواء التي كشفت عن انتشار هذه الغازات في الأجواء، كما أجرت فرق الطوارئ المتخصصة في المواد الخطرة والكشف عن الغازات مسحاً شاملاً على مدينة الدمام لرصد موقع انبعاث الغازات، وبعد البحث والرصد كشفت الجهات المختصة أن هذه الغازات منبعثة من شركة أرامكو السعودية نتيجة تفريغها لغاز النيتروجين من أحد الأنابيب.