لا أكره الدوري الإسباني, بل أحتقره, لأسباب كثيرة منها وجود ريال مدريد وبرشلونة, فالأول يحاول إشاعة فكرة ترف كرة القدم واعتبارها حكرا أرستقراطيا فوقيا بينما الحقيقة أنها شغف شعبي بامتياز تاريخها يقول ذلك فالعمال الإنجليز في المصانع وخلال أوقات استراحاتهم هم الذين أرسلوها لبقية الدنيا, أما برشلونة وبفكرة الفريق الذي لا يهزم يضربها في الأمل أهم ميزاتها فاحتكار البطولات عبر القدرات المالية كشركة عابرة للقارات والتكريس لـالميسوية من خلال الرواج بين أجيال البلاي ستايشن الناشئة يضيق الخيال الطفولي ويغسل أفكارهم مبكرا كما ان هناك أسبابا أخرى كعنصرية الإسبان الشديدة وضآلة مواهبهم وأشياء مثل التركيبة النفسية للاعب الإسباني الذي لا يغضب عند الهزيمة بل يتعامل معها كأمر واقع وهذا يملأ بالغيظ, فكرة القدم سعادة وخيال لا يجلبها سوى الموهوبين المجانين الذين يعبرون الخيال في إنجازاتهم وشطحاتهم لكن هذا لا ينكر أنهم مستثمرون مهرة, مرت الأزمة المالية العالمية دون أن يتأثروا بينما كادت تفلس الأندية الإنجليزية والإيطالية لارتباط ملاكها بشكل أو بآخر بشركات تجارية تمول أنشطتهم, وحين يجلب ريال مدريد كريستيانو رونالدو وكاكا فهو يعلن لنا أن مسألة النجم الموديل حاضرة فالإعلان والدعاية والتسويق لهما الأولوية وأعتقد ان من أول سن هذه السنة وأعني النجم الموديل جالب الأموال هم الإنجليز فديفيد بيكهام مثال واضح على كونه مجرد حالة رواج عززها زواجه من فيكتوريا وأظن ان بيكهام ألتقط الفكرة من كانتونا الذي وصفه جمهور الشياطين بالملك حينها كان بيكهام صغيرا وأعجب بالنموذج الفرنسي، فمع بداية التسعينات كانت كرة الإنجليز تعاني الجفاف لم تتأهل إنجلترا لكأس العالم 1994م لا يورو 1992 م لكن قانون بوسمان أعاد لها البريق وكان من مفاعيله جلب كانتونا ثم انطلاق مفهوم النجم التلفزيوني وهو ما راعته الفيفا في اختيارها لميسي كأفضل لاعب في العالم للثلاثة أعوام الأخيرة فالفيفا تبنى هنا هذا المفهوم وهذا ظلم صارخ, لاعب لم يجلب سوى بطولات محدودة محلية في أغلبها بينما معايير المنجزات يجب ربطها بالمنتخبات الوطنية وهذا الشيء ينطبق على رونالدو فالحركات التلفزيونية قد تجلب الإعلان ومدمنو البلاي ستايشن ولكنها لا تخلق المنجز, المنجزات يخلقها الاستثنائيون لا الـالإعلانات التلفزيونية.