كنت واقفا يوما ما في أحد المطاعم في مدينتي الغالية الرياض أنتظر العشاء، فإذا بي أسمع شابا سعوديا يخاطب الرجل النادل باللغة الإنجليزية، وقفت مندهشا أحاول أن أقنع نفسي بأنني لست في كاليفورنيا وإنما في قلب الجزيرة العربية، فالتفت وسألت الشاب الأخ سعودي؟ فأجاب بوجه مبتسم نعم ....في شي يا خوي؟ ، فسألته لقد سمعتك تخاطب النادل باللغة الإنجليزية وهو شي لا أرى داعيا له بأن تستبدل لغتك لغة القرآن بلغة أجنبية وأنت في بلدك، فأجاب إنه لا يفهمني (يقصد الفلبيني).
لقد كنت مرة في ألمانيا ذهبت مرافقا مع أبي رحمه الله للعلاج هناك، فبينما كنت في أحد المحلات أعجبني شيء فوددت أن أسال عن سعره فكانت اللغة التي سألت بها اللغة الإنجليزية فوجدت تلك المرأة الشابة تصرخ في وجهي وتوبخني بكلام لم أفهمه فاستغربت وسألت السائق الذي كان يرافقني في ذلك اليوم على ماذا تصرخ هذه العاملة، فأجابني بابتسامة إنها تريدك أن تسألها باللغة الألمانية وليس بالإنجليزية. إن ما أريد أن أوصله إلى القراء الكرام أن كل حضارة لا تنشآ ولا تحترم من قبل الآخرين إلا بتمسك أصحابها بلغتهم لأن اللغة كانت ومازالت أهم بنية يستمد الإنسان منها تفكيره مما تتسبب في تطور مفاجئ في العلم والازدهار.