لم يعد خطر حشرة توتا ابسلوتا قاصرا على محصول الطماطم وحده، وإنما امتد إلى المجموع الخضري للبطاطس والباذنجان والفلفل أو ما يطلق عليه العائلة الباذنجانية.
أكد ذلك أول من أمس عضو هيئة التدريس في كلية العلوم الزراعية والأغذية بجامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور محمد جمال حجار خلال محاضرة ألقاها في المركز الوطني لأبحاث النخيل والتمور في الأحساء.
وأضاف حجار أن القضاء على هذه الحشرة يحتاج إلى سنتين على الأقل، بعد أن ظهرت إصابتها في المملكة، مؤكدا أن نشاطها يكون في المناطق الدافئة التي ترتفع أقل من 1000 متر عن سطح البحر, مشيرا إلى أن الظروف المناخية في المملكة لانتشار الحشرة مناسبة سواء في الزراعات الحقلية أو في الزراعات المحمية.
وأوضح الدكتور حجار أن احتواء الآفة يتطلب عدة إجراءات ويمكن تلخيصها ببرنامج إدارة متكاملة (IPM) ومن أهمها الإجراءات الزراعية الوقائية المناسبة مثل الدورة الزراعية المناسبة، بحيث لا يكون هناك استمرارية لوجود إحدى عوائل الآفة في الحقل، والحراثة الجيدة والتخلص من بقايا المحصول، وإزالة الأعشاب وخاصة التي يمكن أن تكون عائلا للحشرة، والتسميد الجيد والمتوازن، مع الري المنتظم، والتخلص الآمن من النباتات ذات الإصابة الشديدة، واستخدام الأبواب المزدوجة الشبكية في الزراعات المحمية. وشدد على استمرار عمليات المراقبة لتواجد وكثافة وانتشار الآفة، واستخدام المصائد الفرمونية التي تعطي إنذارًا مبكرًا للإصابة.
ولم يفضل الدكتور حجار استخدام المبيدات في المكافحة المتكاملة ابتداءً، فهي الحل الأخير وليس الأول. وقال إنها تستخدم في حال ازدياد أعداد الحشرات وازدياد ضررها متجاوزًا عتبة الضرر الاقتصادي؛ ولأن الحشرة أظهرت مقاومة للمبيدات؛ لأنها تعطي خلال موسم النمو 10- 12 جيلاً، لذا يفضل التنويع في أنواع ومجموعات المبيدات المستخدمة، وفضل استخدام المبيدات الجهازية أو الاختراقية، أو استخدام البدائل للمبيدات التقليدية الكيميائية, إذا أثبتت فاعليتها مثل مبيد النيم (Azadiractin) حيث وجد أن له فاعلية سواء أكان بمعاملة التربة أو المجموع الورقي للنبات, مقترحا أن تسجل المناطق المصابة والإعلام عنها عالميًا مع نشر الوثائق والإجراءات التي تثبت ذلك على موقع الوزارة وعلى موقع المملكة في (IPP) تطبيقًا لمبدأ الشفافية.