صنعاء: صادق السلمي، الوكالات

مقتل جنديين وإصابة 34 بمواجهات بين الجيش ومسلحين في أبين

دعت المعارضة اليمنية وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى الدفع باتجاه انتقال سريع للسلطة في اليمن لسد الفراغ السياسي الناتج من غياب الرئيس علي عبدالله صالح. وقال المتحدث باسم اللقاء المشترك محمد قحطان أمس أشقاؤنا في الخليج، عجلوا في اتخاذ مواقف حاسمة وحازمة لنقل السلطة بصورة فورية وسلمية لنائب الرئيس عبد ربه منصور هادي. واعتبر قحطان أن التدخل الخليجي السريع مطلوب حتى لا يجد اليمنيون أنفسهم مضطرين للوقوف وراء شباب الثورة، الذين يطالبون حاليا بتشكيل مجلس انتقالي. وقال إن الأمر والنهي في اليمن ما زال بيد أولاد صالح، معتبرا أن هناك سلطة مغتصبة. ويتوقع أن يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي غدا في جدة اجتماعا للبحث في الشؤون الإقليمية ولاسيما اليمن.
في غضون ذلك، أفادت مصادر دبلوماسية في اليمن أمس عن اعتقال 5 أشخاص في إطار التحقيق حول محاولة اغتيال صالح، مشيرة إلى أنه تم التحقيق مع 50 شخصا على خلفية هذا الهجوم. وبحسب خبراء أميركيين قد يكون الهجوم مدبرا من قبل أشخاص داخل النظام، إذ أكد مكتب ستراتفور الأميركي للشؤون الاستخبارية أن الانفجار سببه قنبلة وضعت في مسجد القصر الرئاسي، وليس قصفا بقذيفة هاون أو مدفع. وبنى الخبراء استنتاجهم على تحليلهم لصور التقطت لمكان الانفجار من الداخل والخارج ووصلتهم الثلاثاء الماضي. واستنتج الخبراء أن القنبلة زرعها أشخاص يعرفون المكان وعلى علم بعادات الرئيس.
من جهة أخرى، استمرت المواجهات العنيفة بين الجيش والجماعات المسلحة في عدد من مناطق محافظة أبين الجنوبية أمس. وأكدت مصادر أن المواجهات، التي اندلعت أول من أمس أسفرت عن سقوط قتيلين وإصابة 34 جميــعهم من الجنود في كل من زنجبار، ولودر، وجعار.
وفي زنجبار أيضا، قتل عقيد في الجيش وجنديان أمس بمعارك مع مقاتلين من القاعدة، على ما أفادت مصادر عسكرية وطبية. وأطلقت منظمة سياج نداء استغاثة لمساعدة زهاء 500 مدني عالقين في أبين وسط المعارك الضارية بين الجيش والمسلحين، فيما أطلقت جمعية الإصلاح الخيرية وجمعية النبراس نداءين لإغاثة النازحين من زنجبار.
على صعيد آخر هيمنت على محافظة عمران، القريبة من صنعاء، حالة غير مسبوقة من التوتر إثر تصاعد المواجهات المسلحة بين قبيلة العصيمات، المعقل الرئيسي لزعيم قبيلة حاشد، وقوات تابعة للحرس الجمهــوري والأمن المركزي.
وأكدت مصادر لـ الوطن أن كافة أرجاء المدينة تعاني من انقطاع تام للتيار الكهربائي منذ 4 أيام، وتزامن ذلك مع تصاعد المخاوف من انفجار الأوضاع الأمنية نتيجة التصعيد المتزايد للمناوشات بين قوات الحرس الجمهوري والقوات التي يقودها اللواء حميد القشيبي، المنشق عن الجيش والموالي لقائد المنطقة الشمالية والغربية اللواء علي محسن الأحمر، إضافة إلى جانب احتدام الاشتباكات المسلحة بين وحدات أخرى تابعة للحرس الجمهوري مع أنصار الشيخ حسين الأحمر في مناطق متاخمة لنقطة الأزرقين، المنفذ الذي يربط صنعاء بعمران. وأكدت مصادر قبلية أن المدينة تشهد تصعيداً لافتاً للمظاهر المسلحة بعد احتشاد مجاميع قبلية مسلحة من أنصار الشيخ حسين الأحمر وأخرى موالية للرئيس علي عبدالله صالح من قبائل بكيل، ثاني كبرى القبائل اليمنية في مناطق متفرقة من عمران، استعدادا لدخول مواجهات محتملة قد تندلع في أي وقت.