تعقيباً على ما نشر في عدد الوطن رقم 3873 في 5 /6 /1432 تحت عنوان اعتماد عقبة مزدوجة لربط منطقة عسير بمنطقة جازان، وذلك في ثنايا زيارة وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري لمنطقة عسير حيث زف بشرى لأهالي المنطقة باعتماد هذا الطريق الشرياني الذي سوف يكون رافداً إضافياً لعقبة ضلع التي لم تعد تستوعب المارين حتى في الأيام العادية، فما بالكم في أيام المواسم، علماً بأن عقبة ضلع تعبر معها السيارات الصغيرة فقط، أما الشاحنات فما تزال تأخذ طريق الساحل حتى مدينة محايل ثم تعود إلى أبها عبر بوابة طريق شعار الشمالي.
يا معالي الوزير البشرى في مثل هذه المشاريع لم يعد لها طعم بالنسبة لساكني منطقة عسير، والسبب في ذلك أنه سبق البشرى عدة تباشير سابقة ولكن ذهبت في مهب الريح وبقيت حسرة ووبالا على أهالي المنطقة أي منطقة عسير وزادها من الزوار والمصطافين.
ففي 8 /1 /1419 أطل علينا معالي وزير النقل السابق الدكتور ناصر السلوم وقال في كلمته الشهيرة التي لا ولن ينساها سكان منطقة عسير بشكل عام ولا ساكنو أبها وخميس مشيط بشكل خاص حينما تحدث في حفل كبير أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله للمنطقة حين ذاك وقال أزف بشرى سارة لأهالي منطقة عسير، وذلك باعتماد خط أبها ـ الخميس الرديف الذي سوف ينفذ من الجهة الشمالية للخط الحالي وسوف ينفذ على أعلى المواصفات العالمية أي على غرار البرودواي في الولايات المتحدة الأميركية وبطول 25 كيلومتراً وهي المسافة الرابطة بين مدينتي أبها وهي العاصمة الإدارية لمنطقة عسير وخميس مشيط المدينة التجارية التي تعتبر رابع مدينة تجارية في المملكة بعد الرياض وجدة والدمام. ومضت الأيام وطوتنا السنون وهرمنا من أجل تلك اللحظة وما زال هذا الطريق أسير الدراسات والاستشارات والمحسوبيات.
يا معالي الوزير، اسمح لي أن أصف لك الطريق الحالي الذي يربط أبها بخميس مشيط أولا: الطول كما ذكر سابقاً في حدود خمسة وعشرين كيلومتراَ وعرض مسارين ونصف.
ثانياً: يوجد به 16 إشارة مرورية، وعلى هذا فإن العابر لهذا الطريق سوف يستغرق ساعة كاملة لأنه يتوجب عليه أن يقف عند كل إشارة مرورية دقيقتين على أقل تقدير مضروبة × 16 إشارة الناتج 32 دقيقة وباقي الزمن لما تبقى من المسافات بين الإشارات، وفي طريقك إلى خميس مشيط سوف تشاهد المعلم الأثري لنفق خميس مشيط الذي مضى عليه أكثر من ست سنوات ولم يكتب له لا مع الأحياء ولا مع الأموات.
ثم لن أذهب بعيدا حيث سبقك معالي وزير المياه، وزف للمنطقة اعتماد المرحلة الثالثة من نقل المياه المحلاة من الشقيق إلى منطقة عسير، ولم يمض إلا وقت قصير حتى قام بتحويل المبلغ المخصص لهذا المشروع إلى مناطق أخرى دون أي مقدمات.
يا معالي الوزير كثير من مشاريع منطقة عسير لا نراها إلا على صفحات الصحف والمجلات، وفات القطار على من فات ولا ندري ماذا يخبئ لنا المستقبل من الأزمات.