الرياض: حسين الحربي

نظم مركز حمد الجاسر الثقافي ندوة تأبين للأديب الراحل عبدالله بن خميس (رحمه الله) شارك فيها الدكتور محمد الربيّع، وطالبة الدكتوراه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هيا بنت عبدالرحمن السمهري، وأدارها الدكتورعبدالله بن عبدالرحمن الحيدري، ضمن أنشطة خميسية حمد الجاسر الثقافية في دارة العرب بحي الورود صباح أمس.
افتتح الندوة الدكتور الربيّع بورقته التي قدّم فيها ومضات عن جوانب إبداع ابن خميس وشاعريته وريادته في عالم الصحافة وجهوده في خدمة تاريخ الجزيرة العربية وبحوثه الجغرافية، ومواقفه الوطنية.
المحاضر قدم لمحات عن علاقة ابن خميس بالجاسر حيث يعتبر ابن خميس الجاسر أستاذه وقدوته، موضحاً أن العلاقة بين العلمين الكبيرين بدأت مبكرة عندما تولى الطالب (ابن خميس) في مكة المكرمة الإشراف على طباعة (اليمامة) فجذبه هذا العمل إلى عالم الصحافة وجعله يجرب ذلك في مجلة مدرسية هي (هجر) في المعهد العلمي بالأحساء، ثم يؤسس مجلة (الجزيرة) على خطى أستاذه مؤسس مجلة (اليمامة)، ويؤسس الجاسر (مطابع الرياض) فيؤسس ابن خميس (مطابع الفرزدق).
ثم تحدَّث عن توجه الشيخ ابن خميس بتشجيع من أستاذه الجاسر إلى البحث في جغرافية الجزيرة مشاركاً له في تنفيذ (المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية) ويرفد الجغرافيا بالتاريخ، وتحدث عن قواسم مشتركة بين العلمين، وتطرق في حديثه إلى التكريم المشترك لهما بالفوز بجائزة الدولة التقديرية عام 1404، واستدرك بقوله: إن ابن خميس يتفوق على أستاذه في مجال الشعر، فقد قال الجاسر الشعر مبكراً ثم أخذ بالحكمة القائلة (إذا لم تستطع شيئاً فدعه)، أما ابن خميس فقد كان شاعراً فحلاً لا يشق له غبار.
وانتقل الربيع بعد ذلك إلى الحديث عن علاقة ابن خميس بالشعر في زمن الطفولة والنشأة المبكرة، وقال: ها هو يرصد لنا ذلك في مقدمة ديوانه (على ربى اليمامة) فيقول: علاقتي بالشعر بدأت مبكرة وصلتي به قديمة. كنت أتصيد عبارات النطق وأروض نفسي على الكلام الصحيح في سن الطفولة.
ثم تحدثت هيا السمهري عن الأديب ابن خميس وشعره ونثره الذي يجسد عشقه للجزيرة العربية وتغنيه بجمالها في سهولها ورياضها وجبالها، ومعرفته الواسعة بتاريخها وجغرافيتها وسكانها، وأوضحت مدى انعكاس ذلك في شعره ونثره، فهو - بحسبها - المتيم بالجزيرة، المبدع في وصفها، المدافع عن أصالتها وأمجادها.
ثم اختتمت ورقتها بقصيدة رثائية إلى الشيخ الأديب (الخال) ابن خميس تأبيناً ووفاء قالت إنه وفاء تعلمته من تاريخ مشرق وزمن مضيء أحاط بفكرها فركبت بحره باحثة عن درره في بحثها للماجستير (عبدالله بن خميس ناثراً) وشرفها بحضوره أثناء المناقشة للرسالة وهنأها بتفوقها، مشيرة إلى أن رسالة الدكتوراه التي تعدها هي أيضاً عن (شعر عبدالله بن خميس.. دراسة موضوعية وفنية).