طرح المشاركون مجموعة قيمة من الأفكار التي تتعلق بالإعلام الجديد وعالم شبكات التواصل الاجتماعي، وهي أفكار تمثل في مجموعها خريطة ملامح عامة لبعض جوانب هذا العالم الجديد

تضمن مهرجان الجنادرية لهذا العام عقد ورشة عمل صغيرة لمجموعة من الشباب الناشط في الإعلام الجديد، وتشرف كاتب هذه السطور بإدارتها بالمشاركة مع الدكتورة مرام مكاوي الكاتبة في صحيفة الوطن، ورغم أنه كان بالإمكان إخراج مثل هذه الورشة بصورة أفضل بكثير مما خرجت عليه إلا أن انعقادها بمشاركة شبابية كاملة خطوة جيدة تعبر عن الإقرار بأهمية دور الإعلام الجديد في واقعنا، والأهم هو أن تتبعها عدة خطوات مماثلة نحو عقد مثل هذه الاجتماعات بمشاركة الشباب كمتحدثين وأصحاب أفكار وليس كما تجري العادة كمستمعين متلقين.
خلال هذه الورشة طرح المشاركون مجموعة قيمة من الأفكار التي تتعلق بالإعلام الجديد وعالم شبكات التواصل الاجتماعي، وهي أفكار تمثل في مجموعها خريطة ملامح عامة لبعض جوانب هذا العالم الجديد، الذي بالتأكيد لا يزال بحاجة للمزيد من أطروحات الشباب الفاعلين فيه، وقد يكون من الجدير ذكر بعض هذه الأفكار لأنها على اختلافها تسلط الضوء على بعض جوانب هذا العالم.
مالك نجر (مبتكر سلسلة مسامير إلكترونية) أشار إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي تمثل وسيلة حديثة فعالة لقياس الرأي العام، وبالأخص في حال وضع استبيانات للتصويت عليها. وهذه نقطة جديرة بالتأمل إذا ما أخذ في الحسبان أن التقدم التقني (كالهواتف الذكية) أتاح سهولة الوصول لشرائح أكبر لقياس رأيها ليس فقط بعد حدوث الحدث، وإنما في بعده الزمني الراهن خلال حدوثه وتطوره.
نورا منصوري (باحثة دكتوراه) أشارت إلى أن أدوات الإعلام الجديد وشبكاتها الحالية قد تتبعها أدوات أخرى مستقبلا ومن ثم فبدلا من تقييد الحريات فيه الأجدر هو تعليم الجيل الجديد وتدريبهم على الحوار.
عبير النعيمي (طالبة ماجستير إعلام) أشارت إلى أن قوة شبكات الإعلام الجديد هي في حريتها، والإنسان يتعلم المسؤولية من الحرية لا من الرقابة.
أماني العجلان (أخصائية اجتماعية) تحدثت عن الدور الاجتماعي للإعلام الجديد كما في مناقشة قضايا زواج القاصرات، أو في مساهمة شبكات التواصل الاجتماعي في التعارف بين الجنسين (الزواج) ؛ حيث إن هناك عدداً من الزواجات كانت بسبب التواصل في هذه الشبكات، وفي المقابل أوضحت أن نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية يتيح حماية الأشخاص من التعدي على خصوصياتهم.
محمد بازيد (مقدم برنامج التاسعة إلا ربع في الإعلام الجديد) أشار إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي وفرت وسيلة تفاعل جديدة بين الناس وجهات أو أشخاص لم يكن يتوقع حدوثها، فبعض الشركات والمسؤولين الذين وجدوا في هذه الشبكات حصلوا على ردود فعل ونقد مباشر من الناس دون حواجز.
فواز سعد (دكتور بجامعة أم القرى ومدرب في الإعلام الاجتماعي) أشار إلى قدرة الإعلام الجديد على أن يكون له مستقبل تجاري مما يسهم في حل مسألة البطالة.
هند الدهمش (مساهمة في تأسيس حملة رفيق الرسول للأطفال) أشارت إلى أن شبكات التواصل الاجتماعية وفرت ما يقرب من 90 فكرة شهريا لحملتها الموجهة للأطفال والتي تهدف لتعليمهم العادات الإيجابية.
أماني الشعلان (طالبة ماجستير إعلام) تحدثت عن تجربة في الإعلام الجديد لمساعدة الأسر المحتاجة حيث نجح إطلاق أحد الوسوم في موقع تويتر في مساعدة 80 أسرة متعففة.
عصام الزامل (مؤسس شركة لتقنية المعلومات وكاتب اقتصادي) أشار إلى أن الإعلام الجديد بات هو من يضع الأولويات للإعلام التقليدي، فبعد فيلم مونوبولي لمخرجه بدر الحمود حول قضية الأراضي البيضاء ونشر في قنوات الإعلام الجديد كتبت حوالي 60 مقالة حول القضية.
فهد الحازمي (مدون) أشار إلى أن غياب مؤسسات المجتمع المدني دفع الناس للهروب للإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي لبناء مجتمعها المدني فيه.
ياسر بكر (مدون وصاحب برنامج ياخي شووت في الإعلام الجديد) تحدث عن أن التدوين والمساهمة في هذا العالم الافتراضي قد يشكلان الفرصة الأخيرة لتجاوز أزمة القراءة والكتابة لدى الشباب، ولكن في المقابل قد يخلقان حالة من التقوقع بسبب كونهما يتيحان للمرء متابعة ما يريده هو فقط.
مزروع المزروع (مذيع في مكس إف إم وكاتب كوميدي) أشار إلى أن المرء قد يفقد هويته بسبب محاولة إرضاء الناس والسعي خلف الرأي الغالب في مثل هذه الشبكات.
سعيد الوهابي (مدون وكاتب) أشار إلى تجربته باختراع اسم فيلسوف طرح من خلاله بعض الأفكار فجاء الهجوم على ذلك الفيلسوف المخترع بدلا منه، ومن ثم وضع تعريفا للإعلام الجديد يتلخص في كونه (فوضى ـ حرية ـ إقلاع).
مهند الشريف (طالب ومدون) أشار إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي لم تعد لمجرد الفضفضة بل أصبحت جزءا من بناء الهوية.
خرجت الورشة بعدد من المقترحات العملية، منها التوعية بنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية وذلك للحد من العديد من المظاهر السلبية في شبكات التواصل وبالأخص التي تتعلق بالاعتداءات على الأشخاص، وكذلك إعطاء صفة اعتبارية لأصحاب البرامج في الإعلام الجديد حتى يتمكنوا من التعامل مع الجهات الرسمية والشركات والاستفادة من إبداعاتهم، وتفعيل الاستخدامات التجارية للإعلام الجديد بما يسمح لها أن تساهم في ريادة الأعمال وتوظيف الشباب، وإدخال ثقافة الإعلام الجديد في منظومة التعليم؛ حيث لا يمكن أن تكون هي المستقبل ولا ينعكس ذلك في المناهج. هذه مقترحات جادة وعملية من شباب عملي وربما يكون من الجدير تنبه الجهات الرسمية لها.